responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 206

هؤلاء بالنبي يوسف و قال:

«وَ رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً». [1]

فطبقاً لهذه الآية الشريفة فإنّ أبناء يعقوب سجدوا ليوسف، فلو كان السجود لغير اللَّه شركاً، فكيف نفسر ما ورد في هذه الآية الشريفة؟

3- عند ما ورد بنو إسرائيل بيت المقدّس فإنّ الآية تذكر هذه الواقعة و أن بني إسرائيل سجدوا عند ورودهم المعبد في بيت المقدّس كما نقرأ ذلك في الآية 58 من سورة البقرة:

«وَ إِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَ قُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ».

و الخلاصة أن هذه الآيات الثلاث تتحدّث عن السجود لغير اللَّه فكيف يتناغم ذلك مع التوحيد في العبادة؟

الجواب: تقدم أن حرمة الشرك و عدم جواز السجود لغير اللَّه و اختصاص العبادة باللَّه تعالى إنّما هو قانون كلّي لا يقبل الاستثناء، فالشرك لا يمكن أن يتواءم مع التوحيد في أي مرتبة من مراتبه، و عليه فإنّ السجود الوارد في الآيات المذكورة لا يعني العبادة بل هو سجود الشكر و التعظيم للَّه تعالى على نعمه و مواهبه العظيمة.

عند ما سجد الملائكة لآدم ففي الحقيقة أنهم سجدوا للَّه تعالى الذي خلق مثل هذا المخلوق العظيم، إذن فالسجود في الواقع كان للَّه تعالى و لكن بسبب خلق آدم.

و هكذا في اخوة يوسف فإنهم سجدوا شكراً للَّه تعالى لأجل النعمة العظيمة التي أولاها اللَّه تعالى لأخيهم يوسف، و لأجل نجاتهم من الحياة الصعبة و الشاقّة في صحراء كنعان و رؤيتهم أخيهم بعد سنوات من الفراق و بالتالي انتقالهم إلى مصر ليعيشوا حياة طيبة و مرفهة و كريمة، فلأجل ذلك سجدوا شكراً للَّه تعالى، كما هو الحال في بني إسرائيل الذين سجدوا للَّه تعالى لا لمسجد بيت المقدّس.

عند ما يقوم المسلمون و الحجاج بأداء صلاة الجماعة حول الكعبة و يسجدون للَّه تعالى في صلاتهم هذه أمام بيت اللَّه الحرام، فهل معنى هذا أنهم سجدوا للكعبة، أو أن أحداً من‌


[1] سورة يوسف: الآية 100.

نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست