اعلم
أنّ علم الرجال «علم يقتدر به على معرفة أحوال خبر الواحد صحّة و ضعفا و ما في
حكمهما، بمعرفة سنده[2] و رواة
سلسلة متنه ذاتا و وصفا مدحا و قدحا و ما في معناهما».
فبقيد
أحوال الخبر تخرج العلوم الباحثة عن أحوال غيره كالكلام و الفقه و أصوله و
أمثالها. و بقيد الصحّة و الضعف و نحوهما يخرج علم الدراية الباحث عن سند الحديث و
متنه- الذي يتقوّم به كتقوّم الإنسان بمتنه و ظهره[3]-
و كيفيّة تحمّله و آداب نقله.
و
دخل به أصناف مباحث هذا العلم؛ إذ قد يعرف به صحّة الحديث، و قد يعرف به ضعفه. و
قد يعرف به ما في حكم الصحّة في الحجّية و الاعتماد، ككونه حسنا أو موثّقا أو
قويّا على وجه. و قد يعرف به ما في حكم الضعيف،
[1] . ينبغي هنا تعريف علم الدراية أيضا لكي تعمّ
الفائدة، فقال الشهيد رحمه اللّه: علم يبحث فيه عن متن الحديث و طرقه من صحيحها و
سقيمها و عللها و ما يحتاج إليه، ليعرف المقبول منه و المردود. الرعاية في علم
الدراية: 45. و قال الشيخ البهايي رحمه اللّه: هو علم يبحث فيه عن سند الحديث و
متنه و كيفية تحمله و آداب نقله. الوجيزة: 4. ثم قال المحقّق المامقاني رحمه
اللّه: و هذا التعريف[ أي تعريف البهايي] أجود مما عرفه الشهيد، لأنّ كيفية
التحمل و آداب النقل من مسائل هذا العلم و إدراجهما في قوله:« ما يحتاج إليه»
يحتاج إلى تكلّف. مقباس الهداية:
1/ 42.
[2] . السند: طريق المتن و هو جملة من رواه، مأخوذ من
قولهم: فلان سند أي معتمد. الرعاية في علم الدراية: 53؛ وصول الأخيار: 90؛ الرواشح
السماوية: 40؛ مقباس الهداية: 1/ 50.