و
إنّ شيخ الطائفة أبا جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسيّ رحمه اللّه كما قيل:
كان
في غاية الوثاقة، و تلميذ الشيخ المفيد أوّلا و السيّد المرتضى علم الهدى في أواخر
تحصيله. و قد ولد في شهر رمضان سنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة، و قدم العراق في شهور
سنة ثمان و أربعمائة و توفي رضي اللّه عنه ليلة الاثنين الثاني و العشرين من
المحرّم الحرام سنة ستين و أربعمائة بالمشهد المقدّس الغرويّ و دفن بداره.
و
بالجملة فالشيخ الكليني كان مقدّما على الكلّ، و الشيخ الصدوق كان بعده، و يحتمل
كون زمان شيخوخة الشيخ الكلينيّ رحمه اللّه زمان شباب الصدوق رحمه اللّه، و الشيخ
المفيد كان بعد الصدوق راويا عنه، و الشيخ الطوسيّ كان بعد الكلّ كالمرتضى رحمه اللّه
و هما معاصران، و كان تولّده بعد الشيخ الصدوق[1]
بأربع سنين و كان زمان حياته خمسا و سبعين سنة.
[و
الثاني: مشايخ الرجال.]
و
أمّا الثاني: أعني مشايخ الرجال فجماعة:
منهم:
الشيخ الطوسيّ رحمه اللّه فإنّه ألّف كتابا في الرجال، و قد مرّ بيان حاله.
و
منهم: العلّامة الحليّ آية اللّه في العالمين الحسن بن يوسف بن عليّ بن مطهّر قدّس
سرّه. و قد قيل في مدحه: إنّ اللسان في تعداد مدائحه كالّ قصير، و كلّ إطناب في
ذكر فضائله حقير، و كلّ ما يوصف به الناس من جميل و فضل فهو فوقه[2].
و
بالجملة فمحامده أكثر من أن تحصى و أشهر من أن تخفى، و قد ألّف في علم الرجال كتاب
الخلاصة و كشف المقال. و قيل: مولده تاسع عشر من شهر