و
كلّ منها إمّا أن يكون من قبيل تعارض النصّ مع النص أو الظاهر مع الظاهر، أو النصّ
مع الظاهر، فهذه تسعة أقسام بل اثنا عشر قسما[3].
و
كلّ منها قد يكون على سبيل تعارض المثبتين، و قد يكون على سبيل تعارض النافيين، و
قد يكون على سبيل تعارض المثبت و النافي بالنفي، بمعنى عدم الوجدان أو وجدان
العدم، فتحصل أقسام كثيرة.
و
بالجملة فقيل بتقديم الجارح مطلقا[4]،
لاستلزامه الجمع، بناءا على تقديم المثبت على النافي مطلقا، و رجوع قول العدل إلى
عدم وجدان سبب الفسق
[1] . البحث في هذه القاعدة من مهمات الأبحاث الرجالية
و ذلك لامرين: 1. كثرة تضارب الألفاظ في حق الرواة جرحا و تعديلا؛ 2. كثرة التعرّض
له عند علماء الدراية و البحث عن وجوه النقض و الابرام و الاثبات و في ذلك.
[2] . كأن يقول المعدّل: رأيته في صبيحة يوم الجمعة-
مثلا- يصلّي، و قال الآخر- أعني الجارح-: رأيته في ذلك الوقت المخصوص بعينه يزني.
[3] . صور الأقسام على ما ذكره المصنّف رحمه اللّه تسعة،
و لكن إذا أضفنا الى هذه الصور تعارض الظاهر مع غيره، صار صور الأقسام اثني عشر.
[4] . و قد نسب الى المشهور من علماءنا القول بتقديم
كلام الجارح على كلام المعدّل و لو تعدّد الأخير. قال الشهيد رحمه اللّه: و لو
تعارض الجرح و التعديل قدم الجرح، لاستناده إلى اليقين. الدروس: 2/ 80. و قال
الشهيد الثاني رحمه اللّه: و إذا تعارض الجرح و التعديل فالجرح مقدّم. مسالك
الأفهام: 7/ 467. و قال الشيخ البهايي رحمه اللّه: و قد اشتهر أنه إذا تعارض الجرح
و التعديل قدم الجرح. مشرق الشمسين: 273. بل ادّعي عليه الاجماع، فقال السيد شرف الدين
رحمه اللّه: و قد تقرّر بالاجماع تقديم الجرح على التعديل في مقام التعارض. أبو
هريرة: 192. و عليه جمهور علماء العامة ايضا كابن الصلاح و ابن كثير و الطيبي و
البلقيني و العراقي و ابن الأثير و النووي و ابن عساكر و الفخر الرازي و الآمدي و
السخاوي و السيوطي و غيرهم، بل لم نعثر على مخالف فيهم بعد الاتفاق على ذلك. راجع
محاسن الاصلاح( المطبوع ضمن مقدمة ابن الصلاح): 224؛ اختصار علوم الحديث: 77؛
الخلاصة في أصول الحديث: 87؛ فتح المغيث: 1/ 336؛ مقدمة جامع الأصول: 1/ 128؛
تقريب النووى( المطبوع مع شرح الكرماني على البخاري):