أعناقهم قبل أن يعلم [۱] أحدٌ منهم بموت معاوية ، لأنّهم إن علموا بموت معاوية [۲] وثب كلّ واحدٍ منهم بناحيته وأظهر الخلاف ودعا إلى نفسه ، ورأيي أنّ ابن عمر لا يحبّ القتال ولا يحبّ ان يولي [۳] شيئا من اُمور الدنيا بالقتال إلاّ أن يدفع عليه هذا الأمر عفوا ، فأرسل إلى الحسين وإلى ابن الزبير لاغير [۴] . فأرسل الوليد إلى الحسين وإلى ابن الزبير غلاما حدثا [۵] من شيعته [۶] يدعوهما إلى الحضور إليه ، وكانا جالسَين في المسجد ، فأتاهما في ساعةٍ متأخّرة لم يكن الوليد يجلس فيها لأحد [۷] فقال : أجيبا [۸] الأمير ، فقالا له : انصرف ، الآن نأته . ثمّ أخذا يتشاوران ، فقال [عبد اللّه ]ابن الزبير للحسين عليه السلام : ما تراه بعث إلينا في هذه الساعة الّتي لم يكن يجلس فيها إلاّ لأمرٍ قد حدث [۹] ؟ فقال الحسين : نعم ، أظنّ أنّ طاغيتهم قد هلك فبعث إلينا ليأخذنا
[۴] انظر تاريخ الطبري : ۴ / ۲۵۰ مع اختلاف يسير في اللفظ والتقديم والتأخير ، ومثل ذلك في مقتل الحسين للخوارزمي : ۱ / ۱۸۱ ، والفتوح : ۳ / ۱۰ ، مقتل الحسين لأبي مخنف : ۴ .
[۵] ذكر الطبري في تاريخه : ۴ / ۲۵۱ اسم الغلام عبد اللّه بن عمرو بن عثمان وهو إذ ذاك غلام حدث ، وزاد ابن أعثم في الفتوح : ۳ / ۱۱ : عبد اللّه ... بن عثمان بن عفان لم يصب القوم في منازلهم فمضى نحو المسجد ... ومثله في مقتل الحسين للخوارزمي : ۱ / ۱۸۱ ولكن بلفظ : وهو عمرو بن عثمان ... وانظر الإمامة والسياسة : ۱ / ۲۲۶ ولكنّه ذكر أنّ الوليد أرسل أيضا إلى عبد اللّه بن عمر ، والصحيح انّه لم يرسل إليه لأنّ مروان أقنعه بعدم الإتيان به حينما قال له : فإنّي لا أراه يرى القتال ولا يحبّ أن يولّي على الناس ... كما ذكر الطبري ، وانظر الكامل لابن الأثير : ۲ / ۵۲۹ ، والأخبار الطوال : ۲۲۷ ، والفتوح لابن أعثم : ۳ / ۱۱ هامش رقم ۳ ، وسمط النجوم العوالي : ۳ / ۵۶ ، مقتل الحسين لأبي مخنف : ۴ .
[۹] انظر تاريخ الطبري : ۴ / ۲۵۱ باختلاف يسير في اللفظ ، ومثله في الفتوح : ۳ / ۱۱ ، وقريب من هذا في الإمامة والسياسة : ۱ / ۲۲۶ ، والإرشاد : ۲ / ۳۲ ، ابن الأثير : ۳ / ۲۱۶ ، العقد الفريد : ۳ / ۱۳۰ ، مقتل الحسين لأبي مخنف : ۴ .