و
منه سبحانه الاستعانة للتتميم أمّا بعد، فهذه كلمات في تزكية الرواة[1]
من أهل الرجال[2] قد اختلف
فيها جماعة من علمائنا الأبدال.
و
تحقيق المقال على حدّ الكمال يستدعي تمهيد مقدّمات تتّضح بها حقيقة الحال.
المقدّمة
الاولى [في معنى الشهادة]
[معنى
الشهادة لغة]
إنّ
الشهادة لغة اسم من المشاهدة، و هي «الاطّلاع على الشيء عيانا» كما في
[1] . قوله:« في تزكية الرواة» التزكية المذكورة في
كلماتهم في المقام و أمثاله مرسومة بالزاي أخذا من الزكاة بمعنى الطهارة؛ لأنّها
تطهّر المال من الخبث و النفس البخيلة من البخل. و من هذا الباب قوله سبحانه: قَدْ
أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها و غيره من آيات شتّى. و يمكن أن يكون بالذال أخذا من
الذكاة بمعنى الطهارة أيضا. و من هذا الباب ما في الخبر:« ذكّ بالأدب قلبك»، و كذا
قوله عليه السّلام:« ذكاة الأرض يبسها» أي طهارتها من النجاسة، و بما سمعت يظهر
الكلام في المزكّى و نحوه.
[2] . يمكن القول إنّه تجوّز في هذا التركيب بحذف
المضاف، و مقصوده: من أهل كتب الرجال.