كلّ ليلة»[1].
بناء على كون المقصود بالعشر في الرواية المتقدّمة هو العشر الأواخر، كما هو
الظاهر، بل بلا إشكال فيه؛ بل اختصاص العشر الأواخر بالاهتمام لاختصاصه بالاعتكاف،
و كذا اختصاصه بطيّ الفراش كما في بعض الأخبار[2]
مظهر عن اختصاصه بالغسل. إلّا أن يقال: إنّه يرجع الأمر إلى القياس.
[كلام
في شهر رمضان]
هذا،
و لمّا ذكر في المقام «شهر رمضان» فقد أعجبني ذكر كلامين بالمناسبة:
أحدهما:
أنّ المنقول عن سيبويه و أكثر النحوييّن جواز إضافة لفظ «الشهر» إلى أسماء الشهور
بحذافيرها[3].
و
عن الأزهري: أنّ العرب تذكر الشهور كلّها بدون لفظ الشهر، إلّا شهري ربيع و شهر
رمضان[4].
و
عن بعض: أنّ العرب قد تستعمل «الشهر» مع ذي القعدة، و عن بعض: أنّه التزمت العرب
لفظ «شهر» مع ربيع؛ لأنّ لفظ «ربيع» مشترك بين الشهر و الفصل، فالتزموا لفظ «شهر»
مع اسم الشهر؛ للفرق بينهما.
و
عن ثعلب: أنّه خصّت العرب شهر ربيع و شهر رمضان بذكر «شهر» معها من دون غيرها من
الشهور ليدلّ على موضع الاسم[5].
و
أنت خبير بأنّ الوجه المذكور لا يقتضي اختصاص الشهر بربيعين و رمضان.
و
عن الزمخشري: «أنّ مجموع المضاف و المضاف إليه في قولك: شهر
[1] . الإقبال: 195؛ البحار 78: 19، ح 25؛ وسائل الشيعة
1: 953، أبواب الأغسال المسنونة، ب 14، ح 10.
[2] . انظر وسائل الشيعة 7: 397، كتاب الاعتكاف، ب 1.