والخلاف في مجرد الاصطلاح ، وإلا فقد يقبلون الشاذ والمعلل ، ونحن فقد لا نقبلهما وإن دخلا في الصحيح . وهو صحيح ، والصحيح الذي لا يُعمل به عندنا لعوارض تعتريه غير قليل . ومن ذلك [1] صحيحة عبيد بن زرارة قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلامعن الركعتين الأخيرتين من الظهر ؟ قال : تسبِّح وتحمد اللّه وتستغفر لذنبك ، وإن شئت فاتحة الكتاب فإنها تحميد ودعاء . [2] ورواية علي بن حنظلة عنه عليه السلام قال : سألته عن الركعتين الأخيرتين ما أصنع فيهما ؟ قال : إن شئت فاقرأ فاتحة الكتاب ، وإن شئت فاذكر اللّه ؛ [3] لما قاله بعض الأصحاب من عدم قائل بمضمونهما . أقول : وهذا كلام صحيح لعدم العمل بظاهرهما من أحد . قال في الرواشح [4] : إن هنا محملاً صحيحا لا يكون فيه اطّراح الحديث ولا خرق إجماع العصابة وشق عصاهم أي اجتماعهم وائتلافهم وهو أن تكون واو «ولتستغفر لذنبك» بمعنى «حتى» للغاية ، وذلك باب واسع في مذهب البلاغة كما إذا قلت : «تحتمي من النَهَم» وتصحّ [5] في بدنك ، و«تتعبد اللّه [6] » وتكون حرا ، و«تعبده» وتكون ملكا ، والتسبيح والتحميد
[1] نقله الميرداماد عن بعض متأخري الأصحاب في المهذب في تسبيحات الركعتين الأخيرتين . انظر : الرواشح ، ص43 ـ 44 .[2] تهذيب الأحكام ، ج2 ، ص96 ، ح368 .[3] تهذيب الأحكام ، ج2 ، ص98 ، ح369 .[4] الرواشح ، ص 44 .[5] الواو في «وتصح» حالية ، أي مع أنك صحيح الجسم .[6] في الرواشح : للّه .