المجالات، وكان للشيعة قصب السبق في البحث والتحقيق والتبليغ لمذهبهم، حتّى‌ أصبح أكثر العالم الإسلامي في تلك الفترة من أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وبسبب تلك المعارك الفكرية والامتداد والانتشار في العالم الإسلامي أصبح من الضروري فرز الرواة الغلاة والضعفاء والوضاعين وكشفهم وتعريتهم ونقدهم بمختلف ألفاظ الجرح، وعدم الاعتماد على‌ رواياتهم، ورد الخصوم فيما ينسبوه من كذب وافتراء لأتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام؛ لوجود الروايات الموضوعة والمدلّسة، فقامت الحركة العلمية المتمثلة بالمدرسة البغدادية بتصحيح ما رام إفساده الأعداء والمنحرفين بوضع مناهج منها في علم الرجال والدراية، فظهرت التصانيف القيمة والمهمة التي أصبحت مدار البحث والتحقيق، ومصدر الجرح والتعديل في علم الرجال والتي يعبّر عنها بالأصول الرجالية الأربعة أو الخمسة، وهي:

1. رجال الكشّي (معرفة الناقلين) لأبي عمرو محمّد بن عمر بن عبدالعزيز الكشّي، من علماء عصر الغيبة الصغرى‌، الكتاب لم يصل إلينا؛ وذلك لأنّ الشيخ الطوسي عمد إلى‌ هذا الكتاب واختصره فيما عنونه ب «اختيار معرفة الرجال» فحل محل الأصل، وأصبح مرجعاً في معرفة آراء وأقوال الكشّي.[1] واختيار رجال الكشّي هو الذي اعتمد عليه السيّد بن طاووس في كتابه حل الإشكال في معرفة الرجال، ثم جاء الشيخ حسن بن زين الدين العاملي واستخرج منه التحرير الطاووسي الذي لخّص فيه مضامين الاختيار.

2. فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشهور ب رجال النجاشي للشيخ أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي الأسدي الكوفي (م عام 450 ق) وفيه ترجمة ل 1269 من أصحاب المصنفات، ويعتبر من الأصول الرجالية وأوثقها وأهمها.

3. رجال الطوسي لمحمّد بن الحسن الطوسي (385- 460) فقد جمع فيه أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم والأئمّة حسب ترتيب عصورهم.

[1]. أُصول علم الرجال: ص 35.