نام کتاب : تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي نویسنده : الشریفي، عبدالهادي جلد : 2 صفحه : 378
16
الأصْلُ:
.مَا كُلُّ مَفْتُونٍ يُعَاتَبُ .
الشّرْحُ:
هذه الكلمة قالها عليٌّ عليه السلام لسعد بنِ أبي وَقّاص ، ومحمّدِ بنِ مَسلَمةَ ، وعبدِ اللّه بنِ عمرَ ، لمّا امتَنعوا من الخروج معه لحرب أصحابِ الجَمَل [1] ، ونظيرُها أو قريبٌ منها قولُ أبي الطيّب : فما كلّ فعّالٍ يجازى بفعلِهِ ولا كلُّ قَوّالٍ لديّ يُجابُ وربَّ كلامٍ مرَّ فوق مَسامعي كما طنّ في لوْحِ الهجير ذبابُ
إذا تأمّلتَ أحوالَ العالَم وجدت صِدقَ هذه الكلمة ظاهرا ، ولو شئنا أن نَذكُر الكثيرَ من ذلك لذكَرْنا ما يَحتاج في تقييده بالكتابة إلى مِثْل حَجْم كِتابنا هذا ، ولكنّا نذكر لمحا ونُكَتا وأطرافا ودُرَراً من القول .
[1] يراد : لا يتوجّه العتاب واللّوم على كل داخل في فتنة ، إذ ربّما كان له عذر في ذلك ، أو أن سبب فتنته لم يكن باختياره ، وأمّا من فتن وكان معجبا بنفسه ورأيه لمجرد الهوى والتعصّب ؛ لم ينجع عتابه ، ولم ينفع نصيحته ، كابن عمر ، وابن الوقاص وأضرابهما . حيث امتنعوا عن بيعة الإمام عليه السلام ، ولم ينصروا حقا ، ولم يخذلوا باطلاً .[2] يعني أنّ مَنْ قدّر اللّه (حتفَه) ، أي هلاكه ، فإن تدبيره وتخطيطه يؤدي إلى تدميره .
نام کتاب : تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي نویسنده : الشریفي، عبدالهادي جلد : 2 صفحه : 378