قال بعضهم : ما شيّبتني السّنون ، بل شكري مَنْ أحتاج أن أشكره . وقالوا : العفاف زينة الفقر ، والشكر زينة الغنى . وقال البحتريّ : { فإن أنا لم أشكر لنعماك جاهدا فلا نلت نُعْمَى بعدها توجب الشُّكْرا }
إنّ الإنسان قد ينصره مَنْ لا يرجو نصره وإن أهمله أقربوه وخذلوه ، فقد تقوم به الأجانب من الناس ، وقد وجدنا ذلك في حقّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، ضيّعه أهلُه ورهطه من قريش وخذلوه ، وتمالؤوا عليه ، فقام بنصره الأوس والخزرج ، وهم أبعد الناس نسبا منه ، وقامت ربيعة بنصر عليّ عليه السلام في صِفّين ، وهم أعداء مُضَر الذين هم أهله ورهطه ، وقامت الخراسانية وهم عَجَم بنصر الدولة العباسيّة ، وهي دولة العرب . وإذا تأملت السِّير وجدت هذا كثيرا شائعا .
[1] أطراف النعم : أوائلها ، فإذا بطرتم ولم تشكروها بأداء الحقوق منها ، نفرت عنكم أقاصيها ـ أي أواخرها ـ فحرمتموها .
نام کتاب : تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي نویسنده : الشریفي، عبدالهادي جلد : 2 صفحه : 377