responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي نویسنده : الشریفي، عبدالهادي    جلد : 2  صفحه : 376

13

الأصْلُ:

.وقال عليه السلام في الذين اعتزلوا القتال معه : خَذَلُوا الحَقَّ وَلَمْ يَنْصُرُوا البَاطِلَ .

الشّرْحُ:

قد سبق ذكر هؤلاء القوم فيما تقدّم ، وهم عبد اللّه بن عمر بن الخطاب ، وسعد بن أبي وقاص ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل ، وأُسامة بن زيد ، ومحمد بن مسلمة ، وأنس بن مالك ؛ وجماعة غيرهم . وقد ذكر شيخنا أبو الحسين في (الغرر ) أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لمّا دعاهم إلى القتال معه . واعتذروا بما اعتذروا به ، قال لهم : أتنكرون هذه البيعة ؟ قالوا : لا ، لكنّا لا نقاتل ؛ فقال عليه السلام : إذا بايعتم فقد قاتلتم ؛ قال : فسلِموا بذلك من الذّم ؛ لأنّ إمامهم رضيَ عنهم . ومعنى قوله : «خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل» ، أي خذلوني ولم يحاربوا معي معاوية ؛ وبعض أصحابنا البغداديين يتوقف في هؤلاء ، وإلى هذا القول يميل شيخنا أبو جعفر الإسكافيّ [1] .


[1] أول الكلام يقع في أصل بيعتهم ، فالروايات فيها مختلفة . بل هناك روايات صريحة ذكرها الطبري في 4 : 428 ، سنة 35 ، دلت على عدم حصولها ، إلاّ رواية أبي مخنف . وإذاكان كذلك فكيف يعقل أن يقول لهم عليهم السلام : «إذا بايعتم فقد قاتلتم» بدون عذر صحيح ؛ وعلى تقدير صحته ، فلا يدل على أنّهم قد سلِموا من الذمّ وأن إمامهم رضي عنهم كما ادعى ذلك ابن أبي الحديد . بل فيها دلالة صريحة على أقذع الذمّ وأوجعه . لأنهم إذا لزمتهم البيعة ، فقد لزمهم ما يترتب عليها من أحكام ومنها مناصرة الإمام وإطاعته . والآن قد تهيأت الأسباب الكافية لمناصرته وخذلان الباطل ومع ذلك فقد تجاهلوا وخذلوا الحق ، فلا عذر لهم في القعود . وكان الإمام عليه السلام في مواطن كثيرة يوبخ المتخاذلين ، والمتقاعسين عن القتال ، كقوله في الخطبة 29 : « لا يدرك الحق إلاّ بالجدّ ... ومع أي إمام تقاتلون ؟ ... » ، ولا شكّ أنهم داخلون في قوله صلى الله عليه و آله وسلم : «واخذل من خذله» . وهل يسلم من الذمّ والعقاب من شملته دعوة النبي صلى الله عليه و آله وسلم هذه وقوله صلى الله عليه و آله وسلم : « الساكت عن الحق شيطان أخرس » وقوله صلى الله عليه و آله وسلم : « علي مع الحق والحق مع علي » .

نام کتاب : تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي نویسنده : الشریفي، عبدالهادي    جلد : 2  صفحه : 376
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست