responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي نویسنده : الشریفي، عبدالهادي    جلد : 2  صفحه : 10

العملُ به عليه أثقلَ . هذا معنى لطيف ، ولم أسمع فيه شيئا منثورا ولا منظوما . ومنها قوله عليه السلام : ولا تكفّوا عن قولٍ بحقّ ، أو مشورة بعدل . قد ورد في المشورة شيء كثير : قال اللّه تعالى : «وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ» [1] . وكان يقال : إذا استشرت إنساناً صار عقله لك . وقال أعرابي : ما غُبِنت قطّ حتى يُغْبَن قومِي ، قيل : وكيف ذاك؟ قال : لا أفعل شيئا حتى أُشاورَهم . ومنها أن يقال : ما معنى قوله : عليه السلام : « وربّما استحلَى النّاسُ الثّناء بعد البلاء ... » إلى قوله : «لابد من إمْضائها»؟ فنقول : إنّ معناه أنّ بعض مَنْ يكره الإطراء والثناء ، قد يحبّ ذلك بعد البلاء والاختبار ، كما قال مرْدَاس بن أديّة لزياد : إنّما الثناء بعد البلاء ، وإنما يثنى بعد أن يبتلى ؛ فقال : لو فرضنا أنّ ذلك سائغ وجائز وغير قبيح ، لم يجزْ لكم أن تثنوا عليّ في وجهي ، ولا جاز لي أن أسمَعه منكم ؛ لأنّه قد بقيتْ عليّ بقيّة لم أفرُغ من أدائها ، وفرائض لم أمْضِها بعد ، ولابدّ لي من إمضائها ؛ وإذا لم يتمّ البلاء الذي قد فرضنا أن الثناء يحسن بعده ، لم يحسن الثناء . ومعنى قوله : «لإخراجي نفسي إلى اللّه وإليكم» أي لاعترافي بين يدي اللّه وبمحضر منكم أنّ عليّ حقوقاً في إيالتكم ، ورئاستي عليكم لم أقم بها بعد ، وأرجو من اللّه القيام بها . ومنها أن يقال : ما معنى قوله : «فلا تخالطوني بالمصانعة»؟ فنقول : إنّ معناه لا تصانعوني بالمدح والإطراء عن عمل الحق ، كما يصانَع به كثير من الولاة الذين يستفزّهم المدح ويستخفّهم الإطراء والثناء ، فيغمضون عن اعتماد كثير من الحقّ مكافأة لما صونعوا به من التقريظ والتزكية والنفاق . ومنها قوله عليه السلام : «فإنّي لست [في نفسي] بفوْقِ أنْ أخطئ» ، هذا اعتراف منه عليه السلام بعَدم العصمة ، فإمّا أن يكون الكلام على ظاهره ، أو يكون قاله على سبيل هضم النفس [2] ، كما


[1] سورة آل عمران 159 .

[2] بل هذا من قبيل هضم النفس ـ دون أدنى شك ـ وليس بنفي العصمة ، والاستثناء يؤيد ذلك ، لا أدفع ذلك إلاّ بكفاية اللّه لي ما هو أملك له ، وهو كقوله تعالى : «وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً» (الإسراء 74) ونحوها من آيات القرآن الدالة على أنّ العصمة تكون بتأييد اللّه سبحانه . وقال المجلسي رحمه الله : هذا من الانقطاع إلى اللّه والتواضع الباعث لهم على الانبساط معه بقول الحق ، وعدّ نفسه من المقصّرين في مقام العبودية ، والإقرار بأنّ عصمته من نِعمه تعالى عليه فلا يدل كلامه عليه السلام على اعترافه بعدم العصمة . انظر : شرح النهج المقتطف من بحار الأنوار 2:453 .

نام کتاب : تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي نویسنده : الشریفي، عبدالهادي    جلد : 2  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست