[١]
مريم (١٩) : ٤٨. وفي مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٣١ : « وقال
الله تعالى حكاية عن إبراهيم عليهالسلام ، حيث قال مخاطباً لقومه :
« وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ » ، قال الطبرسي ـ رحمهالله ـ : أي وأتنحّى منكم جانباً وأعتزل
عبادة ما تدعون من دون الله ، (وَأَدْعُوا
رَبّى) ، قال : أي أعبد ربّي ، (عَسَى أَلَّآ أَكُونَ بِدُعَآءِ
رَبّى شَقِيًّا) ، كما شقيتم بدعاء لأصنام. وإنّما ذكر
« عسى » على وجه الخضوع ، وقيل : معناه : لعلّه قبل طاعتي وعبادتي ولا أشقى بالردّ
؛ فإنّ المؤمن بين الخوف والرجاء. وقال البيضاوي : شقيّاً ، أي خائباً ضائع السعي
مثلكم في دعاء آلهتكم. انتهى.
ولنذكر معنى
الخبر وسبب الاستشهاد بالآية ، قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : استجيب له ، أي سريعاً ، ولم يستجب ، أي كذلك ، أو لم يستجب في حصول
المطلوب ، لكن عوّض له في الآخرة ، والحاصل أنّه لايترك الإلحاح لبطء الإجابة ،
فالاستشهاد بالآية لأنّ إبراهيم عليهالسلام
أظهر الرجاء ، بل الجزم ؛ إذ الظاهر أنّ « عسى » موجبة في عدم شقائه بدعاء الربّ
سبحانه ، وعدم كونه خائباً ضائع السعي ، كما خابوا وضلّ سعيهم في دعاء آلهتهم ،
كما ذكره المفسّرون. ويحتمل أن يكون في الكلام تقدير ، أي فرضي بعد الإلحاح ، سواء
استجيب له أم لم يستجب ، ولم يعترض على الله لعدم الإجابة ولم يسئ ظنّه به ،
فالاستشهاد بالآية بحملها على أنّ المعنى : عسى أن لايكون دعائي سبباً لشقاوتي
وضلالتي. ويحتمل أن يكون ذكر الآية لمحض بيان فضل الدعاء ». وراجع أيضاً : مجمع
البيان ، ج ٦ ص ٤٢٧ ؛ تفسير
البيضاوي ، ج ٤ ، ص ١٩ ،
ذيل الآية المزبورة.
[٢]
قرب
الإسناد
، ص ٦ ، ذيل ح ١٧ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليهالسلام
، من دون الإسناد إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتمام الرواية : « تسأل
حاجتك وألحّ في الطلب ، فإنّه يحبّ إلحاح الملحّين من عباده المؤمنين » الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٩٢ ، ح ٨٦٢٠ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٥٨ ، ح ٨٧١٧.
[٣]
في « د ، ص ، بس » والوافي : « يبثّ ». وفي مرآة العقول : « أي تذكر وتظهر ؛
فإنّها إذا ذكرت انتشرت ؛ لأنّه يسمعها الملائكة وغيرهم. والتعدية بـ « إلى »
لتضمين معنى التوجّه أو التضرّع ». وبثثتك السرَّ وأبثثتك : أظهرته لك. القاموس
المحيط
، ج ١ ، ص ٢٦٣ ( بثت ).