الثالث :
أن يكون التجوّز في لفظ الذرّيّة ، فاريد بها العشيرة مجازاً ، أو يراد بها ما
يعمّ الولادة الحقيقيّة والمجازيّة ، فإنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان والد جميع الامّة ، لا سيّما بالنسبة إلى
أميرالمؤمنين عليهالسلام ؛ فانّه كان مربّيه ومعلّمه كما أنّ النبيّ
كان يقول لفاطمة بنت أسد : امّي ، وقد مرّ أنّ النبيّ وأميرالمؤمنين والدا هذه
الامّة ؛ لأنّهما ولداهم العلمَ والحكمةَ. وعلاقة المجاز هنا كثيرة.
الرابع : أن
يكون « من ذرّيّة نبيّها » خبرَ مبتدأ محذوف ، أي بقيّتهم من ذريّة نبيّنا ، أو هم
من الذرّيّة بارتكاب استخدام في الضمير ، بأن يرجع الضمير إلى الأغلب تجوّزاً.
وأكثر تلك الوجوه يجري في قوله : « من ذرّيّته » وكذا قوله : « امّهم » يعني فاطمة
و « جدّتهم » يعني خديجة ؛ فإنّه لابدّ من ارتكاب بعض التجوّزات المتقدّمة فيها.
وقوله : « وهم
منّي » علي الأوّل والأخير ظاهر ، وعلى سائر الوجوه يمكن أن يرتكب تجوّز في كلمة «
مِن » ليشمل العينيّة ، ويمكن إرجاع ضمير « هم » إلى الذرّيّة كما قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « هو أبو ذرّيّتي ، أو أبو ولدي » أو المعنى ابتدؤوا منّي ، أي أنا
أوّلهم ».
[٤]
الغيبة للطوسي ، ص ١٥٢ ، ح ١١٣ ،
بسنده عن الكليني. وفي الغيبة للنعماني ، ص ٩٧ ، ح ٢٩ ، بسنده عن
إبراهيم بن أبي يحيى المدني ، عن أبي هارون العبدي ، عن عمر بن أبي سلمة ربيب رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعن أبي الطفيل عامر بن
واثلة. وفي كمال الدين ، ص ٢٩٤ ، ح ٣ ، بسنده عن
إبراهيم بن يحيى الأسلمي المديني ، عن عمارة بن جوين ، عن أبي الطفيل عامر بن
واثلة ؛ وفيه ، وص ٢٩٧ ، ح ٥ ، بسنده عن إبراهيم بن يحيى المديني ، عن
أبي عبد الله عليهالسلام . وفي كمال الدين ، ص ٣٠٠ ،
ح ٨ ؛ والخصال ، ص ٤٧٦ ، أبواب الاثني عشر ، ح ٤٠ ؛ وعيون
الأخبار ،
ص ٥٢ ، ح ١٩ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد عليهالسلام
؛ وفي كلّها جاء الخبر بالتفصيل الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٠٥ ، ح ٧٦١ ؛ البحار ، ج ٣٠ ، ص ١٠٦ ، ح ٨.