نام کتاب : الکافی- ط دار الحدیث نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 15 صفحه : 78
فقرن طاعته بطاعته ، ومعصيته بمعصيته ، فكان [١] ذلك دليلا على
ما فوض [٢] إليه ، وشاهدا له على من اتبعه وعصاه ، وبين ذلك في غير
موضع من الكتاب العظيم ، فقال تبارك وتعالى في التحريض [٣] على اتباعه ،
والترغيب في تصديقه ، والقبول لدعوته :(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ
تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ)[٤].
فاتباعه صلىاللهعليهوآله محبة الله ، ورضاه [٥] غفران الذنوب وكمال الفوز [٦] ووجوب الجنة ،
وفي التولي عنه والإعراض محادة [٧] الله ، وغضبه وسخطه والبعد منه مسكن النار [٨] ؛ وذلك قوله :
(وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ
مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ)[٩] يعني الجحود
به والعصيان له.
فإن الله ـ
تبارك اسمه ـ امتحن بي عباده ، وقتل بيدي [١٠] أضداده ، وأفنى بسيفي جحاده ، وجعلني زلفة للمؤمنين [١١] ، وحياض [١٢] موت على
الجبارين ، وسيفه على
[٥] في المرآة : «قوله
عليهالسلام
: ورضاه ، معطوف على محبة الله ، وغفران الذنوب عطف بيان له ، أو بدل ، أي اتباعه
يوجب رضى الله الذي هوغفران الذنوب ، أو رضاه مبتدأ وضميره راجع إلى الرسول ،
وغفران الذنوب خبره. والأخير أظهر».
[٧] قال ابن الأثير
: «المحادة : المعاداة والمخالفة والمنازعة ، وهي مفاعلة من الحد ، كأن كل واحد
منهما تجاوزحده إلى الآخر». في النهاية ، ج ١ ، ص ٣٥٣ (حدد).
[٨] في شرح
المازندراني : «مسكن النار ، أي كل واحد من هذه الامور المذكورة مسكنة في النار ،
ونسبة الإسكان إليه مجاز باعتبار أنه سبب للدخول فيها».
[١١] في شرح
المازندراني : «وجعلني زلفة للمؤمنين ؛ لأنه حصل لهم بحبه قرب ومنزلة عند رب
العالمين ، وحمل الزلفة عليه للمبالغة ؛ إذ هو سبب لها».
[١٢] في اللغة : حوض
الموت : مجتمعه. راجع : لسان العرب ، ج ٧ ، ص ١٤١ (حوض). وفي شرح المازندراني : «الحياض
بالحاء المهملة كناية عن المعارك لورود الموت وكثرة أسبابه فيها ، ومنه سمي الحوض
حوضا ؛ لأن الماء يسيل إليه ويجتمع فيه. وفي نسخة بالخاء المعجمة ، وهو مصدر ،
يقال : خاض الماء يخوضه خوضا
نام کتاب : الکافی- ط دار الحدیث نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 15 صفحه : 78