والظاهر
أنّ الحكم باتّحاد هذين العنوانين بعد التأمّل في ما ذكرناه من الأسناد ومقارنة
بعضها مع بعض ، لا يواجه إشكالاً خاصّاً. وما ورد في بعض الأسناد المتقدّمة من
رواية سليمان بن جعفر البصري عن أبي عبد الله عليهالسلام
مباشرةً ، بعد عدّ النجاشي سليمان بن جعفر الجعفري من أصحاب الرضا عليهالسلام ـ كما تقدّم ـ وبعد ذكر البرقي والشيخ الطوسي
سليمان بن جعفر الجعفري في أصحاب موسى بن جعفر والرضا عليهماالسلام ـ كما ورد في رجال
البرقي ، ص ٥٢ وص ٥٣ وفي رجال
الطوسي ، ص ٣٣٨ ، الرقم
٥٠٢٧ وص ٣٥٨ ، الرقم ٥٢٩٨ ـ لا يمنع من هذا الاستظهار ؛ فإنّ الظاهر وقوع خلل من
السقط أو الإرسال في هذه الأسناد وهي خمسة. يؤكّد ذلك أنّ ثلاثة منها وهى ما ورد
في الكافي ، ح ١١٦٢٥ و ١١٦٢٦ و ١١٦٣٢ مضمون أخبارها في حقوق الضيف ، ولا يبعد
كونها خبراً واحداً مقطّعاً ، كما نبّه عليه الاستاذ ـ السيّد محمّد جواد الشبيري
ـ دام توفيقه.
هذا ، وقد
ذكر الشيخ الطوسي في رجاله ، ص ٢١٦ ، الرقم ٢٨٤٤ ، سليمان بن جعفر البصري في جملة
أصحاب أبي عبد الله عليهالسلام . ولكن لم يرد هذا العنوان في بعض نسخ رجال
الطوسي. وقد صرّح في معجم رجال الحديث ، ج ٨ ، ص ٢٣٧ ، الرقم ٥٤١٦ بأنّ أكثر النسخ
خالية من هذا العنوان.
الأمر
الرابع : أنّه يمكن أن يقال : بعد تضافر النسخ ـ حتّى نسخة « بن » وهى بخطّ الشيخ
الحرّ قدسسره ـ على وجود « حفص » لا يمكن الاعتماد على ما
ورد في الوسائل في تصحيح المتن ؛ فإنّ احتمال التصحيح الاجتهادي من قبل الشيخ
الحرّ غير منفيّ.
لكن هذا
القول غير مقبول ؛ فإنّ أسناد الكافي المشتملة على « حفص » ثلاثة كما تقدّم.
ورأينا أنّ الوسائل متفّق مع أكثر النسخ في الموضع الثالث وهو الكافي ، ح ١١٦٣٢ ، وكان بإمكان الشيخ الحرّ أن
يصحّح هذا المورد أيضاً. فلا وجه للقول بالتصحيح الاجتهادي في الموضعين الأوّلين.
ويؤكّد
ذلك ما ورد في نسخة « بن » ، وهي بخطّ الشيخ الحرّ ؛ فإنّ المذكور ابتداءً في هذه
النسخة في قبال الموضعين الأوّلين ، وهما ما نحن فيه والكافي ، ح ١١٦٢٨ ، « سليمان بن جعفر البصري » ثمّ
بُدِّل « جعفر » بـ « حفص » في الموضعين والتبديل قد وقع بخطّ المتن وهو خطّ الشيخ
الحرّ قدسسره.
[١]
في الوافي : « اللطف : الرفق والدنوّ
، والإلطاف : البرّ والإحسان ، والمعنيان هنا محتملان ».
نام کتاب : الکافی- ط دار الحدیث نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 12 صفحه : 334