فِي كِتابٍ مُبِينٍ" فَقالَ الرَّجُلُ: مَا الأَشعَرِيّونَ بِأَهَونِ الدَّوابِّ عَلَى اللّهِ! فَرَجَعَ ولَم يَدخُل عَلى رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله، فَقالَ لِأَصحابِهِ: أبشِروا! أتاكُمُ الغَوثُ، ولا يَظُنّونَ إلّا أنَّهُ كَلَّمَ رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله فَوَعَدَهُ، فَبَينَما هُم كَذلِكَ إذ أتاهُم رَجُلانِ يَحمِلانِ قَصعَةً بَينَهُما مَملوءَةً خُبزا ولَحما، فَأَكَلوا مِنها ما شاؤوا.
ثُمَّ قالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ: لَو أنّا رَدَدنا هذَا الطَّعامَ إلى رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله لِيَقضِيَ بِهِ حاجَتَهُ، فَقالا لِلرَّجُلَينِ: اذهَبا بِهذَا الطَّعامِ إلى رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله وإنّا قَد قَضَينا حاجَتَنا. ثُمَّ إنَّهُم أتَوا رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله فَقالوا: يا رَسولَ اللّهِ، ما رَأَينا طَعاما أكثَرَ ولا أطيَبَ مِن طَعامٍ أرسَلتَ بِهِ! فَقالَ: ما أرسَلتُ إلَيكُم شَيئا. فَأَخبَروهُ أنَّهُم أرسَلوا صاحِبَهُم، فَسَأَلَهُ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله، فَأَخبَرَهُ ما صَنَعَ وما قالَ لَهُم، فَقالَ صلى اللّه عليه و آله: ذلِكَ شَيءٌ رَزَقَكُموهُ اللّهُ سُبحانَهُ.[1]