responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حكم النبى الأعظم نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 7  صفحه : 562

وأصلح، وهذا أمر مشهود من حال المادّة الأصليّة حتّى تصير عنصرا ثمّ ... ثمّ نباتا ثمّ حيوانا ثمّ إنسانا.

والانشعابات بحسب الأوطان تسوق الامّة إلى توحّد في مجتمعهم يفصله عن المجتمعات الوطنيّة الاخرى، فيصير واحدا منفصل الروح والجسم عن الآحاد الوطنيّة الاخرى، فتنعزل الإنسانيّة عن التوحّد والتجمّع وتبتلي من التفرّق والتشتّت بما كانت تفرّ منه، ويأخذ الواحد الحديث يعامل سائر الآحاد الحديثة (أعني الآحاد الاجتماعيّة) بما يعامل به الإنسان سائر الأشياء الكونيّة من استخدام واستثمار وغير ذلك، والتجريب الممتدّ بامتداد الأعصار منذ أوّل الدنيا إلى يومنا هذا يشهد بذلك، وما نقلناه من الآيات في مطاوي الأبحاث السابقة يكفي في استفادة ذلك من القرآن الكريم.

وهذا هو السبب في أن ألغَى الإسلام هذه الانشعابات والتشتّتات والتميّزات، وبنَى الاجتماع علَى العقيدة دون الجنسيّة والقوميّة والوطن ونحو ذلك؛ حتّى في مثل الزوجيّة والقرابة في الاستمتاع والميراث؛ فإنّ المدار فيهما علَى الاشتراك في التوحيد لا المنزل والوطن مثلًا.

ومن أحسن الشواهد على هذا مانراه عند البحث عن شرائع هذا الدين أنّه لم يهمل أمره في حال من الأحوال، فعلى المجتمع الإسلاميّ عند أوج عظمته واهتزاز لواء غلبته أن يقيموا الدين ولا يتفرّقوا فيه، وعليه عند الاضطهاد والمغلوبيّة ما يستطيعه من إحياء الدين وإعلاء كلمته ... وعلى هذا القياس؛ حتّى أنّ المسلم الواحد عليه أن يأخذ به ويعمل منه ما يستطيعه ولو كان بعقد القلب في الاعتقاديّات والإشارة في الأعمال المفروضة عليه.

ومن هنا يظهر أنّ المجتمع الإسلاميّ قد جُعل جعلًا يمكنه أن يعيش في جميع الأحوال وعلى كلّ التقادير من حاكميّة ومحكوميّة وغالبيّة ومغلوبيّة وتقدّم وتأخّر

نام کتاب : حكم النبى الأعظم نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 7  صفحه : 562
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست