سَلْمانُ الفارسِيّ أبو عبد اللَّه، و هو سَلْمان المحمَّديّ، زاهد، ثاقب البصيرة، نقيّ الفطرة، من سلالة فارسيّة [2]، مولده رامَهُرمُز [3] و أصله من أصبهان [4].
صحابيّ [5] جليل من صحابة رسول اللَّه 6. كان يحظى بمكانة عظيمة لا تستوعبها هذه الصَّفحات القليلة. و كان يطوي الفيافي و القفار بحثاً عن الحقّ.
و عند ما دخل رسول اللَّه 6 المدينة حضر عنده و أسلم [6]، و آثر خدمة ذلكم السَّفير الإلهيّ العظيم بكلّ طواعية، و لم يألُ جهداً في ذلك. شهد الخندق و أعان المؤمنين بذكائه و خبرته بفنون القتال، و اقترح حفر الخندق، فلقي اقتراحه ترحيباً.
كان يعيش في غاية الزُّهد، و لمَّا كان قد قطع جميع الوشائج، و أعرض عن جميع زخارف الحياة، و التحق بالحقّ، شرّفه رسول اللَّه 6 بقوله: