في الكشّاف، في قوله تعالى: «لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ»[2]:
الإمام: اسم مَن يؤتمّ به، على زنة الإله، كالإزار لما يؤتزر به، أي يأتمّون بك في دينهم، و «مِنْ ذُرِّيَّتِي» عطف على الكاف، كأنّه قال: وجاعل بعض ذرّيّتي، كما يقال لك:
ساكرمك، فتقول: وزيداً.
«لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ» وقرئ: «الظالمون» أي مَن كان ظالماً من ذرّيّتك لا يناله استخلافي في عهدي إليه بالإمامة، وإنّما ينال من كان عادلًا بريئاً من الظلم. وقالوا: في هذا دليل على أنّ الفاسق لا يصلح للإمامة، وكيف يصلح لها من لا يجوز حكمه وشهادته، ولا تجب طاعته، ولا يقبل خبره، ولا يقدّم للصلاة؟! وكان أبو حنيفة- رحمة اللَّه عليه- يفتي سرّاً بوجوب نصرة زيد بن عليّ رضى الله عنه، وحمل المال إليه، والخروج معه على اللصّ المتغلّب المتسمّى بالإمام والخليفة كالدوانيقي وأشباهه، وقالت له امرأة:
أشرت على ابني بالخروج مع إبراهيم ومحمّد ابني عبد اللَّه بن الحسن حتّى قتل، فقال:
ليتني مكان ابنك. وكان يقول في المنصور وأشياعه: لو أرادوا بناء مسجد، وأرادوني على عدّ آجرّه، لما فعلته. وعن ابن عيينة: لا يكون الظالم إماماً، وكيف يجوز نصب الظالم للإمامة والإمام إنّما هو لكفّ الظلمة، فإذا نصب من كان ظالماً في نفسه فقد جاء المَثَل السائر: من استرعى الذئب ظلم.