عليه و عليهم و رحمة اللَّه و بركاته، و صلّ اللَّه على
محمّدٍ و آله و سلَّم كثيراً، و حسبنا اللَّه و نعم الوكيل».[1] و هذه الرواية و إن لم
يصحّ سندها باصطلاح المتأخّرين، إلّا أنّها صحيحة باصطلاح المتقدّمين، و تلك
الزيارة كلّ فقرة منها شاهدة على صدورها عن معدن الفصاحة و البلاغة.
و قد قال جدّي قدس سره
في
شرح الفقيه: رأيت في الرؤيا الحقّة أنّه يقرأها الإمام أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا
صلوات اللَّه عليه، ثمّ قال: و لمّا وفّقني اللَّه تعالى لزيارة أمير المؤمنين
عليه السلام و شرعت في حوالي الروضة المقدّسة في المجاهدات، و فتح اللَّه تعالى
عليَّ ببركة مولانا صلوات اللَّه عليه أبواب المكاشفات التي لا تحتملها العقول
الضعيفة، رأيت في ذلك العالم- و إن شئت قلت بين النوم و اليقظة، عند ما كنت في
رواق عمران جالساً- أنّي بسُرّمنرأى، و رأيت مشهدهما في نهاية الارتفاع و الزينة،
و رأيت على قبرهما لباساً أخضر من لباس الجنّة؛ لأنّه لم أرَ مثله في الدُّنيا، و
رأيت مولانا و مولى الأنام صاحب العصر و الزمان جالساً، ظهره على القبر، و وجهه
إلى الباب، فلمّا رأيته شرعت في هذه الزيارة بصوتٍ مرتفع كالمدّاحين، فلمّا
أتممتها قال صلوات اللَّه عليه:
«نِعْمَت الزيارة»، قلت:
مولاي روحي فداك، زيارة جدّك و أشرت نحو القبر، فقال:
«نعم، ادخل». فلمّا دخلت
وقفت قريباً من الباب، فقال صلوات اللَّه عليه: «تقدّم»، فقلت: مولاي أخاف أن أصير
كافراً بترك الأدب. فقال صلوات اللَّه عليه: «لا بأس، إذا كان بإذننا»، فتقدّمت
قليلًا خائفاً مرتعشاً، فقال: «تقدّم تقدّم»، حتّى صرت قريباً منه، قال: «اجلس»،
قلت: مولاي، أخاف. قال صلوات اللَّه عليه: «لا تخف»، فجلست جلسة العبد بين يدي
المولى الجليل، و قال صلوات اللَّه عليه: «استرح و اجلس مربّعاً، فإنّك قد تعبت،
جئت ماشياً حافياً».
و وقع منه صلوات اللَّه
عليه بالنسبة إلى عبده ألطاف عظيمة، و مكالمات لطيفة لا يمكن عدّها، و نسيت
أكثرها.
[1]. الفقيه، ج 2، ص 609- 618، ح 3123؛ تهذيب
الأحكام، ج 6، ص 95- 102، ح 177.