إنّه عليّ الأكبر، و
امّه ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفيّ، و أنّه أوّل قتيل يوم الطفّ مع
آل أبي طالب عليه السلام، و أنّه ولد في إمارة عثمان، ثمّ قال: و قد ذهب شيخنا
المفيد في كتاب الإرشاد[1] إلى أنّه
هو عليّ الأصغر، و هو ابن الثقفيّة، و أنّ عليّاً الأكبر هو زين العابدين، امّه
امّ ولد و هي شاه زنان بنت كسرى يزدجرد.[2]
قال محمّد بن إدريس: و
الأولى الرجوع إلى أهل هذه الصناعة، و هم النسّابون و أصحاب السِّيَرِ و الأخبار و
التواريخ، مثل الزبير بن بكّار في كتاب أنساب قريش، و أبي الفرج الأصبهانيّ في
مقاتل الطالبيّين، و البلاذريّ و المزنيّ صاحب كتاب لباب أخبار الخلفاء، و
العمريّ النسّابة حقّق ذلك في كتاب المجدي، فإنّه قال: «و زعم من لا بصيرة له
أنّ عليّاً الأصغر هو المقتول بالطّف، و هذا خطأ و وهم».[3] و إلى هذا ذهب صاحب
كتاب الزواجر و المواعظ، و ابن قتيبة في المعارف، و ابن جرير الطبريّ[4] المحقّق
لهذا الشأن، و ابن أبي الأزهر في تاريخه، و أبو حنيفة الدينوريّ في الأخبار
الطوال،[5] و صاحب
كتاب الفاخر،[6] مصنّف من
أصحابنا الإماميّة، ذكره شيخنا أبو جعفر في فهرست المصنّفين،[7] و أبو عليّ بن همّام في
كتاب الأنوار في تواريخ أهل البيت و مواليدهم، و هو من جملة أصحابنا المصنّفين
المحقّقين، و هؤلاء جميعاً أطبقوا على هذا القول، و هم أبصر بهذا النوع.[8]
[6]. صاحب المفاخر هو أبو الفضل محمّد بن أحمد بن
إبراهيم بن سليم الجعفي الكوفي المعروف بالصابوني ساكن مصر في المائة الثالثة و
بعدها، و هو من مشايخ أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه الذي توفّي سنة 368 ه ق،
كان صاحب الفاخر زيدياً فصار إمامياً، له كتب، منها: الفاخر، تفسير معاني القرآن و
تسمية أصناف كلامه، كتاب التوحيد و الإيمان، كتاب مبدأ الخلق و غيرها. انظر:
ترجمته في رجال النجاشي، ص 374، الرقم 1022.
[7]. لم أعثر عليه في الفهرست، و المذكور في رجال
الطوسي، ص 102، الرقم 1002، أن المقتول هو عليّ بن الحسين الأصغر و امّه ليلى بنت
أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي.