حرم المدينة، و لا يقام فيه الحدود بخلاف حرم المدينة، و غير
ذلك من الفضائل.
باب مقام جبرئيل
باب
مقام جبرئيل عليه السلام
أراد قدس سره بيان فضيلة
الدُّعاء فيه و قبوله، لا سيما دعاء الدم لمن خاف فوات زيارة النبيّ صلى الله عليه
و آله و دخول المسجد و هو تحت الميزاب، فإنّه كان مكانه عليه السلام إذا استأذن
على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.
و يدلّ على ذلك حسنة
معاوية بن عمّار،[1] و ما رواه
الشيخ في الموثّق عن عمر بن يزيد، قال: حاضت صاحبتي و أنا بالمدينة، قال: فكان
ميقات جمالنا و إبّان مقامنا و خروجنا قبل أن تطهر، و لم تقرب القبر و لا المنبر،
قال: فذكرت ذلك لأبي عبد اللّه عليه السلام قال: «مرها تغتسل، ثمّ لتأت مقام
جبرئيل عليه السلام فإنّ جبرئيل كان يجيء، فيستأذن على رسول اللَّه صلى الله عليه
و آله فإن كان على حال لا ينبغي له أن يأذن له قام في مكانه حتّى يخرج إليه، و إن
أذِنَ له دخل عليه»، قال قلت له: و أين المكان؟ قال: «كان بحيال الميزاب الذي إذا
خرجت من الباب الذي يُقال له: باب فاطمة بحذاء القبر رفعت رأسك مع حذاء الباب و
الميزاب فوق رأسك، و الباب وراء ظهرك»، قال: «تقعد في ذلك الموضع و لتدع ربّها».
قلت: و أيّ شيءٍ تقول؟ قال: «تقول: اللّهُمَّ إنّي أسألك بأنّك أنت اللَّه ليس
كمثلك شيء أن تفعل بي كذا و كذا»، قال: فصنعت صاحبتي الذي أمرني و تطهّرت و دخلت
المسجد، قال: و كانت لنا خادم أيضاً و كانت قد حاضت، قال: فقالت: يا سيّدي، أذهب
أنا زيارةً، فأصنع كما صنعت سيّدتي؟ قال: قلت: بلى، قال: فذهبت و صنعت مثل الذي
صنعت مولاتها، فتطهّرت و دخلت المسجد.[2]
و في صحيحة معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «إذا أشرفت المرأة
على مناسكها و هي حائض، فلتغتسل و لتحتشِ و لتقف هي و نسوة خلفها، فيُؤمن على
دعائها، و تقول: اللّهُمَّ إنّي أسألُك بكلّ اسمٍ هو لك أو تسمّيت به لأحدٍ من
خلقك أو
[1]. الحديث الأوّل من هذا الباب من الكافي؛ وسائل
الشيعة، ج 14، ص 346، ح 19361.
[2]. تهذيب الأحكام، ج 5، ص 445- 446، ح 1553؛
وسائل الشيعة، ج 13، ص 464- 465، ح 18220.