بكراهته؛ للجمع بين ما ذكر و بين صحيحة أبان بن تغلب، قال:
صلّيت خلف أبي عبد اللّه عليه السلام المغرب بالمزدلفة، فقام فصلّى المغرب، ثمّ
صلّى العشاء الآخرة و لم يركع فيما بينهما، ثمّ صلّيت خلفه بعد ذلك بسنة، فلمّا
صلّى المغرب قام فتنفّل بأربع ركعات.[1]
و لم أجد قولًا صريحاً بتحريمه.
الثالثة: ذهب الأصحاب
إلى استحباب وطي الصرورة المشعر برجله أو ببعيره، و اختلفوا في المراد من المشعر
هنا بعد اتّفاقهم على أنّه أخصّ من المزدلفة، فقال الشهيد في الدروس: «إنّه قرب
المنارة، و الظاهر أنّه المسجد الموجود الآن».[2] و قال الشيخ في المبسوط: «إنّه جبل
هناك يسمّى قُزح».[3] و يدلّ
عليه حسنة الحلبيّ[4] و مرسلة
أبان بن عثمان.[5] و يؤيّدهما
ما رواه الجمهور عن جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه عليه السلام، عن جابر: «أنّ
النبيّ صلى الله عليه و آله ركب القصوى حتّى أتى المشعر، فرقا عليه، و استقبل
القبلة، فحمد اللَّه و هلّله و كبّره و وحّده، فلم يزل واقفاً عليه حتّى أسفر
جدّاً».[6] و عن
النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه أردف الفضل بن العبّاس[7] و وقف على قزح، و قال:
«هذا قزح، و هو الموقف، و جمع كلّها موقف».[8]
و قال المحقّق في ذيل المستحبّات: «و أن يطأ الصرورة المشعر برجله، و قيل:
[1]. تهذيب الأحكام، ج 5، ص 190، ح 632؛
الاستبصار، ج 2، ص 256، ح 901؛ وسائل الشيعة، ج 14، ص 15، ح 18472.