الصفا، و هو المستفاد من كلام بعض علماء الفريقين أيضاً، ففي
تعليقات المحقّق الشيخ عليّ قدس سره على الإرشاد: «و يستحبّ الصعود على
الصفا بحيث يرى البيت».[1] و في المسالك: «و المستحبّ
الصعود على الصفا بحيث يرى البيت، و ذلك يحصل بالدرجة الرابعة».[2] و في الوجيز: و رقى في
الصفا مقدار قامة حتّى يقع بصره على الكعبة.
و في العزيز: و يرقى على
الصفا بقدر قامة رجل حتّى يتراءى له البيت و يقع بصره عليه».[3] و ظنّ أنّه ليس كذلك،
بل يتراءى من غير صعود، و إن لم أجزم الآن بذلك لبُعد عهدي عنه.
و يدلّ عليه أيضاً صحيحة
عبد الرحمن بن الحجّاج، قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن النساء يطفن على
الدواب، أ يجزيهنّ أن يقفن تحت الصفا و المروة؟ فقال: «نعم بحيث يرين البيت».[4] و لعلّ
المراد في هذه الحسنة الترقّي إليه بحيث يرى الحجر الأسود، فإنّ رؤيته متوقّفة
عليه جزماً، و يشعر بذلك قوله عليه السلام: «و تستقبل الركن الذي فيه الحجر
الأسود»، و استقباله مستحبّ أيضاً على ما هو صريح الأصحاب و الأخبار.
و قد ورد في هذه الحسنة
الأمر بالخروج من الباب الذي خرج منه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و هو الباب
المقابل للحجر، و قد دخل في المسجد لكنّه معلم بأسطوانتين، فليخرج من بينهما، و
الأفضل أن يخرج من الباب الموازي لهما أيضاً، على ما صرّح به جماعة من الأصحاب.