قوله في خبر عبد اللَّه بن سنان: (الحمّى رائد
الموت، و هي سجن اللَّه في الأرض). [ح 3/ 4243]
قال طاب ثراه:
في الفائق: الرائد: رسول
القوم الّذي يرتاد لهم مساقط الغيث، و قد راد الكلاء يروده رياداً، و في أمثالهم:
لا يكذب الرّائدُ أهلَهُ. و شبّه به الحمّى، كأنّها مقدّمة الموت و طليعته، و تقول
العرب: الحمّى اخت الحمام، و يقولون: قالت الحمّى: أنا امّ مِلدَم، آكل اللّحم و
أمصُّ الدّم.[1] و أمّا
كونها سجناً، فلأنّها تحبس الإنسان عن الحركات الّتي يتوقّف على صحّة المزاج و
استقامة الأعضاء، و هي حظّ كلّ مؤمن من النار،[2]
لأنّها من فور جهنّم و كفّارة الخطايا الموجبة للنار.
قوله في خبر عبد
الرحمن بن يزيد: (مات داود عليه السلام يوم السبت مفجوءاً) إلخ. [ح 4/ 4244]
في القاموس: «فَجأَه-
كمَنعه و سمعه- فجأً و فجاءةً: هجم عليه، كفاجأه و افتجأه، و الفُجاءة: ما فاجأك».[3] و موت
الفجأة: هو الّذي يكون اعتباطاً من غير علّة، و أمّا ما كانت له علّة فالظاهر أنّه
ليس من الفجأة و إن لم تكن تلك العلّة مؤثّرة فيه في الغالب، كلسع الزنبور و نحوه،
ففي أيّامنا رجل سيّاف كان يأكل العنب من عنقود بِيَساره، فإذا زنبور لسع إصبعه أو
شفته أو لسانه فاصفرّت أنامله، و عضّ على بنانه.[4]
[2]. مسند الشهاب، ج 1، ص 71، ح 62؛ مجمع الزوائد،
ج 2، ص 306، نقلًا عن البزّار؛ الجامع الصغير للسيوطي، ج 1، ص 593، ح 3846 و 3848؛
كنز العمّال، ج 3، ص 319، ح 6745؛ و ص 320، ح 6747.