قوله في خبر جابر: (الصراخ
بالويل و العويل) إلخ. [ح 1/ 4656]
الويل: كلمة عذاب.[2] و قيل:
هو وادٍ في جهنّم.[3] و الصراخ
به هو قول: وا ويلاه، و نحوه.
و العويل عطف على
الصراخ، و هو: اسم بمعنى البكاء و الصراخ من أعول إعوالًا، إذا بكى و صرخ.[4] و يدلّ
الخبر على تحريم لطم الوجه و الصدر و جزّ الشعر و نحوها في المصائب، و ادّعى
الإجماع عليه في المبسوط،[5] بل له كفّارة
تجيء في محلّه.
و معنى قوله: (و من
لم يفعل ذلك)، إلى آخره [ح 1/ 4656]: أنّه إذا صدر عنه ما
يخالف الشريعة فقد جرى عليه القضاء و حبط أجره.
و لا ينافي ذلك ما سبق
من ثبوت الأجر له صبراً و لم يصبر؛ لما عرفت من أنّ ذلك إذا لم يصدر عنه أمر يخالف
الشريعة.
و قال طاب ثراه: «و قيل:
أي من لم يصبر و جزع لا يكون له ثواب و إن كان له عوض، فيحبط عدم الصبر أجره الّذي
هو الثواب دون العوض، بخلاف من صبر فإنّ له الثواب
[2]. صحاح اللغة، ج 1، ص 417( ويح)؛ و ج 5، ص
1846( ويل).
[3]. انظر: مسند أحمد، ج 3، ص 75؛ سنن الترمذي، ج
5، ص 3- 4، ح 3212؛ المستدرك للحاكم، ج 2، ص 507 و 543؛ و ج 4، ص 596؛ التبيان، ج
1، ص 321؛ مجمع البيان، ج 1، ص 278، كلّهم عن أبي سعيد الخدري.
[4]. شرح الشافية لرضى الدين الاسترآباذى، ج 4، ص
66.