و روى مسلم عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله
عليه و آله قال: «من صلّى على جنازة فله قيراط، و من تبعها حتّى يوضع في القبر فله
قيراطان» قال: قلت: يا با هريرة، ما القيراط؟ قال: مثل احد.[1] قوله في خبر عمرو بن
شمر[2]: (كان له
قيراط من الأجر). [ح 4/ 4463]
قال طاب ثراه:
قال الجوهري: القيراط
نصف دانق، و أصله قِرّاط بالتشديد؛ لأنّ جمعه قراريط فأُبدل من أحد حرفي تضعيفه
ياءً على ما ذكرناه في دينار، و أمّا القيراط الّذي في الحديث فقد جاء في تفسيره
فيه أنّه مثل جبل احد.[3] و قال
الآبي: القيراط جزء من الدينار، و هو نصف عشرة في أكثر البلاد، و أهل الشام
يجعلونه جزءاً من أربعة و عشرين،[4] و تفسيره
بجبل احد تفسير لما هو المقصود.
و قال المازري: المراد
من قوله: «قيراطان» تمام قيراطين، قيراط للصلاة، و قيراط للاتّباع، و هو مثل قوله
تعالى «قُلْ أَ إِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي
يَوْمَيْنِ»، ثمّ قال تعالى: «وَ قَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ
أَيَّامٍ»[5]، أي في تمام
أربعة أيّام: اليومان الأوّلان اللذان فيهما خلق الأرض، و اليومان الآخران اللذان
فيهما تقدير الأقوات.
و الاقتصار هنا على
قيراط و قيراطين للصلاة و الدفن، فلا ينافي ما سيجيء في رواية الأصبغ بن
نباتة: «أنّ له أربعة قراريط»؛[6] لأنّ
قيراطين فيها لأجل المتابعة إلى الدفن و للتعزية.
[1]. صحيح مسلم، ج 3، ص 51. و نحوه في صحيح
البخاري، ج 2، ص 90؛ سنن أبي داود، ج 3، ص 202، ح 3168؛ سنن الترمذي، ج 2، ص 252،
ح 1045؛ مسند الحميدي، ج 2، ص 444؛ سنن النسائي، ج 8، ص 121؛ السنن الكبرى له
أيضاً، ج 6، ص 537، ح 11763؛ سنن الكبرى للبيهقي، ج 3، ص 412؛ المعجم الأوسط، ج 6،
ص 203، صحيح ابن حبّان، ج 7، ص 349.