ويحتمل أن يكون «على» للتعليل؛ أي لأجل تضييعهم حدود الإسلام، وعدم عملهم بقوانينه . وقيل : الظاهر أنّ الظرف حال عن المفعول، وأنّ «على» للاستعلاء والاستيلاء [1] ؛ أي مع كونهم داخلين على الإسلام غير خارجين منه . وفي القاموس: «قَصَبه يقصبه : قطعه . والقصّاب: الزمّار» . [2] وقوله : (فنحن يومئذٍ والناس فيه سواء) متفرّع على قوله عليه السلام : «صدقوا» ، والضمير لليوم، والناس المخالفون الذين تابوا عند ظهور دولة الحقّ . والمراد بالمساواة المشاركة في الدرجة والمنزلة الرفيعة عند الصاحب عليه السلام . وقوله : (سنام الأرض وحكّامها) كناية عن دولة الشيعة يومئذٍ، ورفعة قدرهم، ونفاذ أمرهم . وأصل السنام ـ بالفتح ـ ما هو للإبل، ومن الأرض: وسطها، ثمّ استعمل في أعالي الشيء كائنا ما كان . (لا يسعنا في ديننا إلّا ذلك) أي لا يجوز لنا في قوانين ديننا إلّا أن نفضّلكم بسبق إيمانكم على غيركم . وقوله : (إنّ القائم منكم) أي الذي يقوم لنصرته عليه السلام ، ويستعدّ له . وفي بعض النسخ: «القائل منكم»، وهو الظاهر . وقوله : (كالمُقارع) خبر «إنّ» . في القاموس: «قَرَع رأسه بالعصا: ضربه . والمقارعة: أن تقرع الأبطال بعضهم بعضا» . [3] وقوله : (والشهادة معه شهادتان) ؛ لعلّ المراد أنّ للمتمنّي ثواب شهادة واحدة ، ولمن أدركها معه ثواب شهادتين؛ لشهادته معه، ولكونه مؤمنا منتظرا لظهور دولته عليه السلام . وقد روي : «أنّ المؤمن شهيد، وإن مات على فراشه» . [4]
[1] قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج 11 ، ص 424 .[2] القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 117 (قصب) مع التلخيص .[3] القاموس المحيط ، ج 3 ، ص 68 (قرع) .[4] اُنظر : الأمالي للطوسي ، ص 676 ، ح 1426 . وعنه في بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 144، ح 64 .