2754.عنه عليه السلام ـ فِي استِنفارِ النّاسِ إلى أهلِ الشّامِ ـ: أ لا تَرَونَ يا مَعاشِرَ أهلِ الكوفَةِ ، وَاللّه ِ لَقَد ضَرَبتُكُم بِالدِّرَّةِ الَّتي أعِظُ بِهَا السُّفَهاءَ ، فَما أراكُم تَنتَهونَ ، ولَقَد ضَرَبتُكُم بِالسِّياطِ الَّتي اُقيمَ بِهَا الحُدودُ ، فَما أراكُم تَرعَوونَ ، فَما بَقِيَ إلّا سَيفي ، وإنّي لَأَعلَمُ الَّذي يُقَوِّمُكُم بِإِذنِ اللّه ِ ، ولكِنّي لا اُحِبُّ أن ألِيَ تِلكَ مِنكُم . وَالعَجَبُ مِنكُم ومِن أهلِ الشّامِ ، أنَّ أميرَهُم يَعصِي اللّه َ وهُم يُطيعونَهُ ، وأنَّ أميرَكُم يُطيعُ اللّه َ وأنتُم تَعصونَهُ ! إن قُلتُ لَكُمُ : انفِروا إلى عَدُوِّكُم ، قُلتُمُ : القَرُّ يَمنَعُنا ! أفَتَرَونَ عَدُوَّكُم لا يَجِدونَ القَرَّ كَما تَجِدونَهُ ؟ ولكِنَّكُم أشبَهتُم قَوما قالَ لَهُم رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : اِنفِروا في سَبيلِ اللّه ِ ، فَقالَ كُبَراؤُهُم : لا تَنفِروا فِي الحَرِّ ، فَقالَ اللّه ُ لِنَبِيِّهِ : «قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُواْ يَفْقَهُونَ» [1] . وَاللّه ِ لَو ضَرَبتُ خَيشومَ المُؤمِنِ بِسَيفي هذا عَلى أن يُبغِضَني ما أبغَضَني ، ولَو صَبَبتُ الدُّنيا بِحَذافيرِها عَلَى الكافِرِ ما أحَبَّني ، وذلِكَ أنَّهُ قُضِيَ ما قُضِيَ عَلى لِسانِ النَّبِيِّ الاُمِّيِّ أنَّهُ لا يُبغِضُكَ مُؤمِنٌ ، ولا يُحِبُّكَ كافِرٌ ، وقَد خابَ مَن حَمَلَ ظُلما وافتَرى . يا مَعاشِرَ أهلِ الكوفَةِ ! وَاللّه ِ لَتَصبِرُنَّ عَلى قِتالِ عَدُوِّكُم ، أو لَيُسَلِّطَنَّ اللّه ُ عَلَيكُم قَوما أنتُم أولى بِالحَقِّ مِنهُم ، فَلَيُعَذِّبُنَّكُم ، ولَيُعَذِّبَنَّهُمُ اللّه ُ بِأَيديكُم أو بِما شاءَ مِن عِندِهِ ، أفَمِن قَتلَةٍ بِالسَّيفِ تَحيدونَ إلى مَوتَةٍ عَلَى الفِراشِ ؟ ! فَاشهَدوا أنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : مَوتَةٌ عَلَى الفِراشِ أشَدُّ مِن ضَربَةِ ألفِ سَيفٍ . [2]