1779.الكافي عن مالك بن أعيَن : حَرَّضَ أميرُ المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِ النّاسَ بِصِفّينَ فَقالَ : ... رَحِمَ اللّه ُ امرَأً واسى أخاهُ بِنَفسِهِ ، ولَم يَكِل قِرنَهُ إلى أخيهِ ؛ فَيَجتَمِعَ قِرنُهُ وقِرنُ أخيهِ ، فَيَكتَسِبَ بِذلِكَ اللّائِمَةَ ، ويَأتِيَ بِدَناءَةٍ ؛ وكَيفَ لا يَكونُ كَذلِكَ وهُوَ يُقاتِلُ الاِثنَينِ ، وهذا مُمسِكٌ يَدَهُ قَد خَلّى قِرنَهُ عَلى أخيهِ ، هارِبا مِنهُ ، يَنظُرُ إلَيهِ وهذا ! ! فَمَن يَفعَلهُ يَمقُتهُ اللّه ُ ، فَلا تَعَرَّضوا لِمَقتِ اللّه ِ عَزَّ وجَلَّ ؛ فَإِنَّما مَمَرُّكُم إلَى اللّه ِ ، وقَد قالَ اللّه ُ عَزَّ وجَلَّ : «لَن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَ إِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَا قَلِيلاً» [1] . وَايمُ اللّه ِ ، لَئِن فَرَرتُم مِن سُيوفِ العاجِلَةِ لا تَسلَمونَ مِن سُيوفِ الآجِلَةِ ، فَاستَعينوا بِالصَّبرِ وَالصِّدقِ ؛ فَإِنَّما يَنزِلُ النَّصرُ بَعدَ الصَّبرِ ، فَجاهِدوا فِي اللّه ِ حَقَّ جِهادِهِ . ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّه ِ . [2]
ه : كِتمانُ ما يَضُرُّ بِمَعنَوِيّاتِ الجَيشِ
1780.وقعة صفّين عن أبي رَوقٍ : قالَ زِيادُ بنُ النَّضرِ الحارِثِيُّ لِعَبدِ اللّه ِ بنِ بُديلِ بنِ وَرقاءَ: إنَّ يَومَنا ويَومَهُم لَيَومٌ عَصيبٌ ؛ ما يَصبِرُ عَلَيهِ إلّا كُلُّ مُشَيَّعِ القَلبِ ، صادِقُ النِّيَّةِ ، رابِطُ الجَأشِ ، وَايمُ اللّه ِ ، ما أظُنُّ ذلِكَ اليوَمَ يُبقي مِنّا ومِنهُم إلَا الرُّذّالَ ! قالَ عَبدُ اللّه ِ بنُ بُديلٍ: وَاللّه ِ أظُنُّ ذلِكَ . فَقالَ عَلِيٌّ: لِيَكن هذَا الكَلامُ مَخزونا في صُدورِكُما، لا تُظهِراهُ، ولا يَسمَعهُ مِنكُما سامِعٌ ؛ إنَّ اللّه َ كَتَبَ القَتلَ عَلى قَومٍ ، وَالمَوتَ عَلى آخَرينَ ، وكُلٌّ آتيهِ مَنِيَّتُهُ كَما كَتَبَ اللّه ُ لَهُ ، فَطوبى لِلمُجاهِدينَ في سَبيلِ اللّه ِ ، وَالمَقتولينَ في طاعَتِهِ . [3]