responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دانش نامه اميرالمؤمنين (ع) بر پايه قرآن، حديث و تاريخ نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 3  صفحه : 572

2 / 4

تَعَذُّرُ بَعضِ الإِصلاحاتِ

1348.الإمام عليّ عليه السلام : لَو قَدِ استَوَت قَدَمايَ مِن هذِهِ المَداحِضِ لَغَيَّرتُ أشياءَ . [1]

1349.الكافي عن سُلَيم بن قيس : خَطَبَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام فَحَمِدَ اللّه َ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ صَلّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ قالَ : ألا إنَّ أخوَفَ ما أخافُ عَلَيكُم خَلَّتانِ : اِتِّباعُ الهَوى ، وطولُ الأَمَلِ . أمَّا اتِّباعُ الهَوى : فَيَصُدُّ عَنِ الحَقِّ ، وأمّا طولُ الأَمَلِ : فَيُنسِي الآخِرَةَ ، ألا إنَّ الدُّنيا قَد تَرَحَّلَت مُدبِرَةً ، وإنَّ الآخِرَةَ قَد تَرَحَّلَت مُقبِلَةً ، ولِكُلِّ واحِدَةٍ بَنونَ ، فَكونوا مِن أبناءِ الآخِرَةِ ، ولا تَكونوا مِن أبناءِ الدُّنيا . فَإِنَّ اليَومَ عَمَلٌ ولا حِسابٌ ، وإنَّ غَدا حِسابٌ ولا عَمَلٌ. وإنَّما بَدءُ وُقوعِ الفِتَنِ مِن أهواءٍ تُتَّبَعُ وأحكامٌ تُبتَدَعُ ، يُخالَفُ فيها حُكمُ اللّه ِ ، يَتَوَلّى فيها رِجالٌ رِجالاً ، ألا إنَّ الحَقَّ لَو خَلَصَ لَم يَكُنِ اختِلافٌ ، ولَو أنَّ الباطِلَ خَلَصَ لَم يُخفَ عَلى ذي حِجىً . لكِنَّهُ يُؤخَذُ مِن هذا ضِغثٌ [2] ومِن هذا ضِغثٌ فَيَمزَجانِ فَيُجَلَّلانِ مَعا ، فَهُنالِكَ يَستَولِي الشَّيطانُ عَلى أولِيائِهِ ، ونَجَا الَّذينَ سَبَقَت لَهُم مِنَ اللّه ِ الحُسنى . إنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : كَيفَ أنتُم إذا لَبَسَتكُم فِتنَةٌ يَربو فيهَا الصَّغيرُ ، ويَهرَمُ فيهَا الكَبيرُ ، يَجرِي النّاسُ عَلَيها ويَتَّخِذونَها سُنَّةً ، فَإِذا غُيِّرَ مِنها شَيءٌ قيلَ : قَد غُيِّرَتِ السُّنَّةُ ، وقَد أتَى النّاسَ مُنكَرا ! ثُمَّ تَشتَدُّ البَلِيَّةُ وتُسبَى الذُّرِّيَّةُ ، وتَدُقُّهُمُ الفِتنَةُ كَما تَدُقُّ النّارُ الحَطَبَ ، وكَما تَدُقُّ الرَّحا بِثِفالِها ، [3] ويَتَفَقَّهونَ لِغَيرِ اللّه ِ ، ويَتَعَلَّمونَ لِغَيرِ العَمَلِ ، ويَطلُبونَ الدُّنيا بِأَعمالِ الآخِرَةِ . ثُمَّ أقبَلَ بِوَجهِهِ وحَولَهُ ناسٌ مِن أهلِ بَيتِهِ وخاصَّتِهِ وشيعَتِهِ ، فَقالَ : قَد عَمِلَتِ الوُلاةُ قَبلي أعمالاً خالَفوا فيها رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله مُتَعَمِّدينَ لِخِلافِهِ ، ناقِضينَ لِعَهدِهِ ، مُغَيِّرينَ لِسُنَّتِهِ ، ولَو حَمَلتُ النّاسَ عَلى تَركِها وحَوَّلتُها إلى مَواضِعِها ، وإلى ما كانَت في عَهدِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، لَتَفَرَّقَ عَنّي جُندي حَتّى أبقى وَحدي ، أو قَليلٌ مِن شيعَتِيَ الَّذينَ عَرَفوا فَضلي وفَرضَ إمامَتي مِن كِتابِ اللّه ِ عَزَّ وجَلَّ وسُنَّةِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله . أ رَأَيتُم لَو أمَرتُ بِمَقامِ إبراهيمَ عليه السلام فَرَدَدتُهُ إلى المَوضِعِ الَّذي وَضَعَهُ فيهِ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، ورَدَدتُ فَدَكَ إلى وَرَثَةِ فاطِمَةَ عليها السلام ، ورَدَدتُ صاعَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله كَما كانَ ، وأمضَيتُ قَطائِعَ أقطَعَها رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله لأَِقوامٍ لَم تُمضَ لَهُم ولَم تُنفَذ ، ورَدَدتُ دارَ جَعفَرٍ إلى وَرَثَتِهِ وهَدَمتُها مِنَ المَسجِدِ ، ورَدَدتُ قَضايا مِنَ الجَورِ قُضِيَ بِها ، ونَزَعتُ نِساءً تَحتَ رِجالٍ بِغَيرِ حَقٍّ فَرَدَدتُهُنَّ إلى أزواجِهِنِّ ، وَاستَقبَلتُ بِهِنَّ الحُكمَ فِي الفُروجِ وَالأَحكامِ ، وسَبَيتُ ذَرارِيَّ بَني تَغلِبَ ، ورَدَدتُ ما قُسِمَ مِن أرضِ خَيبَرَ ، ومَحَوتُ دَواوينَ العَطايا ، وأعطَيتُ كَما كانَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يُعطي بِالسَّوِيَّةِ ، ولَم أجعَلها دَولَةً بَينَ الأَغنِياءِ وألقَيتُ المَساحَةَ ، وسَوَّيتُ بَينَ المَناكِحِ ، وأنفَذتُ خُمُسَ الرَّسولِ كَما أنزَلَ اللّه ُ عَزَّ وجَلَّ وفَرَضَهُ ، ورَدَدتُ مَسجِدَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله إلى ما كانَ عَلَيهِ ، وسَدَدتُ ما فُتِحَ فيهِ مِنَ الأَبوابِ ، وفَتَحتُ ما سُدَّ مِنهُ ، وحَرَّمتُ المَسحَ عَلَى الخُفَّينِ ، وحَدَدتُ عَلَى النَّبيذِ ، وأمَرتُ بِإِحلالِ المُتعَتَينِ ، وأمَرتُ بِالتَّكبيرِ عَلَى الجَنائِزِ خَمسَ تَكبيراتٍ ، وألزَمتُ النّاسَ الجَهرَ بِبِسمِ اللّه ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، وأخرَجتُ مَن اُدخِلَ مَعَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله في مَسجِدِهِ مِمّنَ كانَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله أخرَجَهُ ، وأدخَلتُ مَن اُخرِجَ بَعدَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله مِمَّن كانَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله أدخَلَهُ ، وحَمَلتُ النّاسَ عَلى حُكمِ القُرآنِ وعَلَى الطَّلاقِ عَلَى السُّنَّةِ ، وأخَذتُ الصَّدَقاتِ عَلى أصنافِها وحُدودِها ، ورَدَدتُ الوُضوءَ وَالغُسلَ وَالصَّلاةَ إلى مَواقيتِها وشَرائِعِها ومَواضِعِها ، ورَدَدتُ أهلَ نَجرانَ إلى مَواضِعِهِم ، ورَدَدتُ سَبايا فارِسَ وسائِرِ الاُمَمِ إلى كِتابِ اللّه ِ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله ، إذا لَتَفَرَّقوا عَنّي . وَاللّه ِ لَقَد أمَرتُ النّاسَ أن لا يَجتَمِعوا في شَهرِ رَمَضانَ إلّا في فَريضَةٍ ، وأعلَمتُهُم أنَّ اجتِماعَهُم فِي النَّوافِلِ بِدعَةٌ ، فَتَنادى بَعضُ أهلِ عَسكري مِمَّن يُقاتِلُ مَعي : يا أهلَ الإِسلامِ ، غُيِّرَت سُنَّةُ عُمَرَ ، يَنهانا عَنِ الصَّلاةِ في شَهرِ رَمَضانَ تَطَوُّعا . ولَقَد خِفتُ أن يَثوروا في ناحِيَةِ جانِبِ عَسكَري ما لَقيتُ مِن هذِهِ الاُمَّةِ مِنَ الفُرقَةِ ، وطاعَةِ أئِمَّةِ الضَّلالَةِ ، وَالدُّعاةِ إلَى النّارِ . وأعطَيتُ [4] مِن ذلِكَ سَهمِ ذِي القُربَى الَّذي قالَ اللّه ُ عَزَّ وجَلَّ : «إِن كُنتُمْ ءَامَنتُم بِاللَّهِ وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ» [5] فَنَحنُ وَاللّه ِ عَنى بِذِي القُربَى ، الَّذي قَرَنَنَا اللّه ُ بِنَفسِهِ وبِرَسولِهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ تَعالى : «فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِى الْقُرْبَى وَ الْيَتَـمَى وَالْمَسَـكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ» [6] فينا خاصَّةً «كَىْ لَا يَكُونَ دُولَةَ بَيْنَ الْأَغْنِيَآءِ مِنكُمْ وَ مَآ ءَاتَـكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ وَ اتَّقُواْ اللَّهَ» [7] في ظُلمِ آلِ مُحَمَّدٍ «إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ» [8] لِمَن ظَلَمَهُم ، رَحمَةً مِنهُ لَنا وغِنىً أغنانا اللّه ُ بِهِ ووَصّى بِهِ نَبِيَّهُ صلى الله عليه و آله . ولَم يَجعَل لَنا في سَهمِ الصَّدَقَةِ نَصيبا ، أكرَمَ اللّه ُ رَسولَهُ صلى الله عليه و آله وأكرَمَنا أهلَ البَيتِ أن يُطعِمَنا مِن أوساخِ النّاسِ ، فَكَذَّبُوا اللّه َ وكَذَّبوا رَسولَهُ وجَحَدوا كِتابَ اللّه ِ النّاطِقَ بِحَقِّنا ، ومَنَعونا فَرضا فَرَضَهُ اللّه ُ لَنا ، ما لَقِيَ أهلُ بَيتِ نَبِيٍّ مِن اُمَّتِهِ ما لَقينا بَعدَ نَبِيِّنا صلى الله عليه و آله وَاللّه ُ المُستَعانُ عَلى مَن ظَلَمَنا ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّه ِ العَلِيِّ العَظيمِ . [9]


[1] نهج البلاغة : الحكمة 272 ، غرر الحكم : ح 7570 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 415 ح 7060 .

[2] الضِّغث : قبضة من قضبان مختلفة ، وقيل : هي الحُزمة من الحشيش (لسان العرب : ج 2 ص 163 «ضغث») .

[3] الثِّفال : جلدة تُبسط تحت رَحا اليد ليقع عليها الدقيق ، ويسمّى الحجر الأسفل ثفالاً بها . والمعنى : أنّها [الفتنة ]تدقّهم دقّ الرحا للحبّ إذا كانت مُثفَّلة ، ولا تُثفّل إلّا عند الطحن (النهاية : ج 1 ص 215 «ثفل») .

[4] كذا في المصدر ، وفي الاحتجاج : «وأعظم» وهو الصحيح ظاهرا .

[5] الأنفال : 41 .

[6] الحشر : 7 .

[7] الحشر : 7 .

[8] الحشر : 7 .

[9] الكافي : ج 8 ص 58 ح 21 ، الاحتجاج : ج 1 ص 626 ح 146 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عنه عليهما السلام وفيه ذيله من «إنّي سمعتُ رسول اللّه صلى الله عليه و آله » ، كتاب سليم بن قيس : ج 2 ص 718 ح 18 كلاهما نحوه .

نام کتاب : دانش نامه اميرالمؤمنين (ع) بر پايه قرآن، حديث و تاريخ نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 3  صفحه : 572
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست