responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دانش نامه اميرالمؤمنين (ع) بر پايه قرآن، حديث و تاريخ نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 10  صفحه : 154

راجع : ص 30 (قصص من عبادته) .

د : لَيلَةَ الجُمُعَةِ

4411.الإقبال : ومِنَ الدَّعَواتِ في هذِهِ اللَّيلَةِ ما رَوَيناهُ بِإِسنادِنا إلى جَدّي أبي جَعفَرٍ الطّوسِيِّ قالَ : رُوِيَ أنَّ كُمَيلَ بنَ زِيادٍ النَّخَعِيَّ رَأى أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام ساجِدا يَدعو بِهذَا الدُّعاءِ في لَيلَةِ النِّصفِ مِن شَعبانَ . أقولُ : ووَجَدتُ في رِوايَةٍ اُخرى ما هذا لَفظُها : قالَ كُمَيلُ بنُ زِيادٍ : كُنتُ جالِسا مَعَ مَولايَ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام في مَسجِدِ البَصرَةِ ومَعَهُ جَماعَةٌ مِن أصحابِهِ ، فَقالَ بَعضُهُم : ما مَعنى قَولِ اللّه ِ عَزَّ وجَلَّ : «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» [1] ؟ قالَ عليه السلام : لَيلَةُ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، وَالَّذي نَفسُ عَلِيٍّ بِيَدِهِ ! إنَّهُ ما مِن عَبدٍ إلّا وجَميعُ ما يَجري عَلَيهِ مِن خَيرٍ وشَرٍّ مَقسومٌ لَهُ في لَيلَةِ النِّصفِ مِن شَعبانَ إلى آخِرِ السَّنَةِ في مِثلِ تِلكَ اللَّيلَةِ المُقبِلَةِ ، وما مِن عَبدٍ يُحييها ويَدعو بِدُعاءِ الخِضرِ عليه السلام إلّا اُجيبَ لَهُ . فَلَمَّا انصَرَفَ طَرَقتُهُ لَيلاً ، فَقالَ عليه السلام : ما جاءَ بِكَ يا كُمَيلُ ؟ قُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ دُعاءُ الخِضرِ ! فَقالَ : اِجلِس يا كُمَيلُ ، إذا حَفِظتَ هذَا الدُّعاءَ فَادعُ بِهِ كُلَّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ ، أو فِي الشَّهرِ مَرَّةً ، أو فِي السَّنَةِ مَرَّةً ، أو في عُمُرِكَ مَرَّةً ، تُكفَ وتُنصَر وتُرزَق ولَن تَعدَمَ المَغفِرَةَ . يا كُمَيلُ أوجَبَ لَكَ طولُ الصُّحبَةِ لَنا أن نَجودَ لَكَ بِما سَأَلتَ ، ثُمَّ قالَ : اُكتُب : اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ بِرَحمَتِكَ الَّتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ ، وبِقُوَّتِكَ الَّتي قَهَرتَ بِها كُلَّ شَيءٍ ، وخَضَعَ لَها كُلُّ شَيءٍ ، وذَلَّ لَها كُلُّ شَيءٍ ، وبِجَبَروتِكَ الَّتي غَلَبتَ بِها كُلَّ شَيءٍ ، وبِعِزَّتِكَ الَّتي لا يَقومُ لَها شَيءٌ ، وبِعَظَمَتِكَ الَّتي مَلَأَت أركانَ كُلِّ شَيءٍ ، وبِسُلطانِكَ الَّذي عَلا كُلَّ شَيءٍ ، وبِوَجهِكَ الباقي بَعدَ فَناءِ كُلِّ شَيءٍ ، وبِأَسمائِكَ الَّتي غَلَبَت [2] أركانَ كُلَّ شَيءٍ ، وبِعِلمِكَ الَّذي أحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ ، وبِنورِ وَجهِكَ الَّذي أضاءَ لَهُ كُلُّ شَيءٍ ، يا نورُ يا قُدّوسُ ، يا أوَّلَ الأَوَّلينَ ، ويا آخِرَ الآخِرينَ . اللّهُمَّ اغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَهتِكُ العِصَمَ ، اللّهُمَّ اغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُنزِلُ النِّقَمَ ، اللّهُمَّ اغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ ، اللّهُمَّ اغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَحبِسُ الدُّعاءَ ، اللّهُمَّ اغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُنزِلُ البَلاءَ [اللّهُمَّ اغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَقطَعُ الرَّجاءَ] [3] ، اللّهُمَّ اغفِر لي كُلَّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ ، وكُلَّ خَطيئَةٍ أخطَأتُها . اللّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيكَ بِذِكرِكَ ، وأستَشفِعُ بِكَ إلى نَفسِكَ ، وأسأَلُكَ بِجودِكَ أن تُدنِيَني مِن قُربِكَ ، وأن توزِعَني شُكرَكَ ، وأن تُلهِمَني ذِكرَكَ . اللّهُمَّ إنّي أسأَ لَُك سُؤالَ خاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خاشِعٍ ، أن تُسامِحَني وتَرحَمَني ، وتَجعَلَني بِقَسمِكَ راضِيا قانِعا ، وفي جَميعِ الأَحوالِ مُتَواضِعا . اللّهُمَّ وأسأَلُكَ سُؤالَ مَنِ اشتَدَّت فاقَتُهُ ، وأنزَلَ بِكَ عِندَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ ، وعَظُمَ فيما عِندَكَ رَغبَتُهُ . اللّهُمَّ عَظُمَ سُلطانُكَ ، وعَلا مَكانُكَ ، وخَفِيَ مَكرُكَ ، وظَهَرَ أمرُكَ ، وغَلَبَ جُندُكَ [4] ، وجَرَت قُدرَتُكَ ، ولا يُمكِنُ الفِرارُ مِن حُكومَتِكَ . اللّهُمَّ لا أجِدُ لِذُنوبي غافِرا ، ولا لِقَبائِحي ساتِرا ، ولا لِشَيءٍ مِن عَمَلِيَ القَبيحِ بِالحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيرَكَ لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ وبِحَمدِكَ ، ظَلَمتُ نَفسي وتَجَرَّأتُ بِجَهلي ، وسَكَنتُ إلى قَديمِ ذِكرِكَ لي ، ومَنِّكَ عَلَيَّ . اللّهُمَّ مَولايَ كَم مِن قَبيحٍ سَتَرتَهُ ، وكَم مِن فادِحٍ مِنَ البَلاءِ أقَلتَهُ ، وكَم مِن عِثارٍ وَقَيتَهُ ، وكَم مِن مَكروهٍ دَفَعتَهُ ، وكَم مِن ثَناءٍ جَميلٍ لَستُ أهلاً لَهُ نَشَرتَهُ ! اللّهُمَّ عَظُمَ بَلائي ، وأفرَطَ بي سُوءُ حالي ، وقَصُرَت بي أعمالي ، وقَعَدَت بي أغلالي ، وحَبَسَني عَن نَفعي بُعدُ آمالي [5] ، وخَدَعَتنِي الدُّنيا بِغُرورِها ، ونَفسي بِخِيانَتِها [6] ومِطالي يا سَيِّدي ، فَأَسأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أن لا يَحجُبَ عَنكَ دُعائي سوءُ عَمَلي وفِعالي ، ولا تَفضَحني بِخَفِيِّ مَا اطَّلَعتَ عَلَيهِ مِن سَريرَتي ، ولا تُعاجِلني بِالعُقوبَةِ عَلى ما عَمِلتُهُ في خَلَواتي مِن سوءِ فِعلي وإساءَتي ، ودَوامِ تَفريطي وجَهالَتي ، وكَثرَةِ شَهَواتي وغَفلَتي . وكُنِ اللّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لي في كُلِّ الأَحوالِ رَؤوفا ، وعَلَيَّ في جَميعِ الاُمورِ عَطوفا . إلهي ورَبّي مَن لي غَيرُكَ أسأَلُهُ كَشفَ ضُرّي ، وَالنَّظَرَ في أمري . إلهي ومَولايَ أجرَيتَ عَلَيَّ حُكما اتَّبَعتُ فيهِ هَوى نَفسي ، ولَم أحتَرِس مِن تَزيينِ عَدُوّي ، فَغَرَّني بِما أهوى ، وأسعَدَهُ عَلى ذلِكَ القَضاءُ ، فَتَجاوَزتُ بِما جَرى عَلَيَّ مِن ذلِكَ مِن نَقضِ [7] حُدودِكَ ، وخالَفتُ بَعضَ أوامِرِكَ ، فَلَكَ الحَمدُ عَلَيَّ في جَميعِ ذلِكَ ، ولا حُجَّةَ لي فيما جَرى عَلَيَّ فيهِ قَضاؤُكَ ، وألزَمَني حُكمُكَ وبَلاؤُكَ . وقَد أتَيتُكَ يا إلهي بَعدَ تَقصيري وإسرافي عَلى نَفسي ، مُعتَذِرا نادِما مُنكَسِرا ، مُستَقيلاً مُستَغفِرا مُنيبا ، مُقِرّا مُذعِنا مُعتَرِفا ، لا أجِدُ مَفَرّا مِمّا كانَ مِنّي ، ولا مَفزَعا أتَوَجَّهُ إلَيهِ في أمري ، غَيرَ قَبولِكَ عُذري ، وإدخالِكَ إيّايَ في سَعَةٍ مِن رَحمَتِكَ . إلهي فَاقبَل عُذري ، وَارحَم شِدَّةَ ضُرّي ، وفُكَّني مِن شَدِّ وَثاقي . يا رَبِّ ارحَم ضَعفَ بَدَني ، ورِقَّةَ جِلدي ، ودِقَّةَ عَظمي ، يا مَن بَدَأَ خَلقي وذِكري وتَربِيَتي وبِرّي وتَغذِيَتي ، هَبني لِابتِداءِ كَرَمِكَ ، وسالِفِ بِرِّكَ بي . إلهي وسَيِّدي ورَبّي ، أ تُراكَ مُعَذِّبي بِالنّارِ بَعدَ تَوحيدِكَ ، وبَعدَمَا انطَوى عَلَيهِ قَلبي مِن مَعرِفَتِكَ ، ولَهِجَ بِهِ لِساني مِن ذِكرِكَ ، وَاعتَقَدَهُ ضَميري مِن حُبِّكَ ، وبَعدَ صِدقِ اعتِرافي ودُعائي خاضِعا لِرُبوبِيَّتِكَ ، هَيهاتَ أنتَ أكرَمُ مِن أن تُضَيِّعَ مَن رَبَّيتَهُ ، أو تُبَعِّدَ مَن أدنَيتَهُ ، أو تُشَرِّدَ مَن آوَيتَهُ ، أو تُسَلِّمَ إلَى البَلاءِ مَن كَفَيتَهُ ورَحِمتَهُ ! ولَيتَ شِعري يا سَيِّدي وإلهي ومَولايَ ! أ تُسَلِّطُ النّارَ عَلى وُجوهٍ خَرَّت لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً ، وعَلى ألسُنٍ نَطَقَت بِتَوحيدِكَ صادِقَةً ، وبِشُكرِكَ مادِحَةً ، وعَلى قُلوبٍ اعتَرَفَت بِإِلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً ، وعَلى ضَمائِرَ حَوَت مِنَ العِلمِ بِكَ حَتّى صارَت خاشِعَةً ، وعَلى جَوارِحَ سَعَت إلى أوطانِ تَعَبُّدِكَ طائِعَةً ، وأشارَت بِاستِغفارِكَ مُذعِنَةً ؟ ! ما هكَذَا الظَّنُّ بِكَ ، ولا اُخبِرنا بِفَضلِكَ عَنكَ ، يا كَريمُ ، يا رَبِّ وأنتَ تَعلَمُ ضَعفي عَن قَليلٍ مِن بَلاءِ الدُّنيا وعُقوباتِها ، وما يَجري فيها مِنَ المَكارِهِ عَلى أهلِها ، عَلى أنَّ ذلِكَ بَلاءٌ ومَكروهٌ قَليلٌ مَكثُهُ ، يَسيرٌ بَقاؤُهُ ، قَصيرٌ مُدَّتُهُ ، فَكَيفَ احتِمالي لِبَلاءِ الآخِرَةِ ، وجَليلِ وُقوعِ المَكارِهِ فيها ؟ ! وهُوَ بَلاءٌ تَطولُ مُدَّتُهُ ، ويَدومُ مَقامُهُ ، ولا يُخَفَّفُ عَن أهلِهِ ، لِأَ نَّهُ لا يَكونُ إلّا عَن غَضَبِكَ وَانتِقامِكَ وسَخَطِكَ ، وهذا ما لا تَقومُ لَهُ السَّماواتُ وَالأَرضُ ، يا سَيِّدي فَكَيفَ بي وأنَا عَبدُكَ الضَّعيفُ ، الذَّليلُ الحَقيرُ ، المِسكينُ المُستَكينُ ؟ ! يا إلهي ورَبّي وسَيِّدي ومَولايَ ، لِأَيِّ الاُمورِ إلَيكَ أشكو ، ولِما مِنها أضِجُّ وأبكي ؟ ! لِأَليمِ العَذابِ وشِدَّتِهِ ، أم لِطولِ البَلاءِ ومُدَّتِهِ ، فَلَئِن صَيَّرتَني فِي العُقوباتِ [8] مَعَ أعدائِكَ ، وجَمَعتَ بَيني وبَينَ أهلِ بَلائِكَ ، وفَرَّقتَ بَيني وبَينَ أحِبّائِكَ وأولِيائِكَ ، فَهَبني ـ يا إلهي وسَيِّدي ومَولايَ ورَبّي ـ صَبَرتُ عَلى عَذابِكَ ، فَكَيفَ أصبِرُ عَلى فِراقِكَ ؟ وَهبني صَبَرتُ عَلى حَرِّ نارِكَ ، فَكَيفَ أصبِرُ عَنِ النَّظَرِ إلى كَرامَتِكَ ؟ أم كَيفَ أسكُنُ فِي النّارِ ورَجائي عَفوُكَ ؟ ! فَبِعِزَّتِكَ ـ يا سَيِّدي ومَولايَ ـ اُقسِمُ صادِقا ، لَئِن تَرَكتَني ناطِقا لَأَضِجَّنَّ إلَيكَ بَينَ أهلِها ضَجيجَ الآمِلينَ ، ولَأَصرُخَنَّ إلَيكَ صُراخَ المُستَصرِخينَ ، ولَأَبكِيَنَّ عَلَيكَ بُكاءَ الفاقِدينَ ، ولَاُنادِيَنَّكَ أينَ كُنتَ يا وَلِيَّ المُؤمِنينَ ؟ ! يا غايَةَ آمالِ العارِفينَ ، يا غِياثَ المُستَغيثينَ ، يا حَبيبَ قُلوبِ الصّادِقينَ ، ويا إلهَ العالَمينَ ! أفَتُراكَ ـ سُبحانَكَ يا إلهي وبِحَمدِكَ ـ تَسمَعُ فيها صَوتَ عَبدٍ مُسلِمٍ سُجِنَ فيها بِمُخالَفَتِهِ ، وذاقَ طَعمَ عَذابِها بِمَعصِيَتِهِ ، وحُبِسَ بَينَ أطباقِها بِجُرمِهِ وجَريرَتِهِ ، وهُوَ يَضِجُّ إلَيكَ ضَجيحَ مُؤَمِّلٍ لِرَحمَتِكَ ، ويُناديكَ بِلِسانِ أهلِ تَوحيدِكَ ، ويَتَوَسَّلُ إلَيكَ بِرُبوبِيَّتِكَ ؟ ! يا مَولايَ فَكَيفَ يَبقى فِي العَذابِ وهُوَ يَرجو ما سَلَفَ مِن حِلمِكَ ؟ ! أم كَيفَ تُؤلِمُهُ النّارُ وهُوَ يَأمُلُ فَضلَكَ ورَحمَتَكَ ؟ ! أم كَيفَ تُحرِقُهُ لَهبُها [9] وأنتَ تَسمَعُ صَوتَهُ وتَرى مَكانَهُ ؟ أم كَيفَ يَشتَمِلُ عَلَيهِ زَفيرُها وأنتَ تَعلَمُ ضَعفَهُ ؟ أم كَيفَ يَتَقَلقَلُ [10] بَينَ أطباقِها وأنتَ تَعلَمُ صِدقَهُ ؟ أم كَيفَ تَزجُرُهُ زَبانِيَتُها وهُوَ يُناديكَ يا رَبَّهُ ؟ أم كَيفَ يَرجو فَضلَكَ في عِتقِهِ مِنها فَتَترُكُهُ فيها [11] ؟ هَيهاتَ ما ذلِكَ الظَّنُّ بِكَ ، ولَا المَعروفُ مِن فَضلِكَ ، ولا مُشبِهٌ لِما عامَلتَ بِهِ المُوَحِّدينَ مِن بِرِّكَ وإحسانِكَ ! فَبِاليَقينِ أقطَعُ لَولا ما حَكَمتَ بِهِ مِن تَعذيبِ جاحِديكَ ، وقَضَيتَ بِهِ مِن إخلادِ مُعانِديكَ ، لَجَعَلتَ النّارَ كُلَّها بَردا وسَلاما ، وما كانَ لِأَحَدٍ فيها مَقَرّا ولا مُقاما ، لكِنَّكَ تَقَدَّسَت أسماؤُكَ أقسَمتَ أن تَملَأَها مَِن الكافِرينَ ، مِنَ الجِنَّةِ وَالنّاسِ أجمَعينَ ، وأن تُخَلِّدَ فيهَا المُعانِدينَ ، وأنتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلتَ مُبتَدِئا وتَطَوَّلتَ بِالإِنعامِ مُتَكَرِّما «أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ» [12] . إلهي وسَيِّدي فَأَسأَلُكَ بِالقُدرَةِ الَّتي قَدَّرتَها ، وبِالقَضِ��َّةِ الَّتي حَتَمتَها وحَكَمتَها ، وغَلَبتَ مَن عَلَيهِ أجرَيتَها ، أن تَهَبَ لي في هذِهِ اللَّيلَةِ ، وفي هذِهِ السّاعَةِ كُلَّ جُرمٍ أجرَمتُهُ ، وكُلَّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ ، وكُلَّ قَبيحٍ أسرَرتُهُ ، وكُلَّ جَهلٍ عَمِلتُهُ ، كَتَمتُهُ أو أعلَنتُهُ ، أخفَيتُهُ أو أظهَرتُهُ ، وكُلَّ سَيِّئَةٍ أمَرتَ بِإِثباتِهَا الكِرامَ الكاتِبينَ ، الَّذينَ وَكَّلتَهُم بِحِفظِ ما يَكونُ مِنّي ، وجَعَلتَهُم شُهودا عَلَيَّ مَعَ جَوارِحي ، وكُنتَ أنتَ الرَّقيبَ عَلَيَّ مِن وَرائِهِم ، وَالشّاهِدَ لِما خَفِيَ عَنهُم ، وبِرَحمَتِكَ أخفَيتَهُ ، وبِفَضلِكَ سَتَرتَهُ . وأن تُوَفِّرَ حَظّي مِن كُلِّ خَيرٍ تُنزِلُهُ [13] ، أو إحسانٍ تُفَضِّلُهُ [14] ، أو بِرٍّ تَنشُرُهُ [15] أو رِزقٍ تبَسُطُهُ [16] ، أو ذَنبٍ تَغفِرُهُ ، أو خَطَاً تَستُرُهُ . يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، يا إلهي وسَيِّدي ومَولايَ ومالِكَ رِقّي ، يا مَن بِيَدِهِ ناصِيَتي ، يا عَليما بِضُرِّي [17] ومَسكَنَتي ، يا خَبيرا بِفَقري وفاقَتي . يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، أسأَلُكَ بِحَقِّكَ وقُدسِكَ وأعظَمِ صِفاتِكَ ، وأسمائِكَ ، أن تَجعَلَ أوقاتي فِي اللَّيلِ وَالنَّهارِ بِذِكرِكَ مَعمورَةً ، وبِخِدمَتِكَ مَوصولَةً ، وأعمالي عِندَكَ مَقبولَةً ، حَتّى تَكونَ أعمالي وأورادي [18] كُلُّها وِردا واحِدا ، وحالي في خِدمَتِكَ سَرمَدا . يا سَيِّدي يا مَن عَلَيهِ مُعَوَّلي ، يا مَن إلَيهِ شَكَوتُ أحوالي . يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، قَوِّ عَلى خِدمَتِكَ جَوارِحي ، وَاشدُد عَلَى العَزيمَةِ جَوانِحي ، وهَب لِيَ الجِدَّ في خَشيَتِكَ وَالدَّوامِ فِي الاِتِّصالِ بِخِدمَتِكَ ، حَتّى أسرَحَ إلَيكَ في مَيادينِ السّابِقينَ ، واُسرِعَ إلَيكَ فِي المُبادِرينَ [19] ، وأشتاقَ إلى قُربِكَ فِي المُشتاقينَ ، وأدنُوَ مِنكَ دُنُوَّ المُخلِصينَ ، وأخافَكَ مَخافَةَ الموقِنينَ ، وأجتَمِعَ في جِوارِكَ مَعَ المُؤمِنينَ . اللّهُمَّ ومَن أرادَني بِسوءٍ فَأَرِدهُ ، ومَن كادَني فَكِدهُ ، وَاجعَلني مِن أحسَنِ عِبادِكَ نَصيبا عِندَكَ ، وأقرَبِهِم مَنزِلَةً مِنكَ ، وأخَصِّهِم زُلفَةً لَدَيكَ ، فَإِنَّهُ لا يُنالُ ذلِكَ إلّا بِفَضلِكَ ، وجُد لي بِجودِكَ ، وَاعطِف عَلَيَّ بِمَجدِكَ ، وَاحفَظني بِرَحمَتِكَ ، وَاجعَل لِساني بِذِكرِكَ لَهِجا ، وقَلبي بِحُبِّكَ مُتَيَّما ، ومُنَّ عَلَيَّ بِحُسنِ إجابَتِكَ ، وأقِلني عَثرَتي ، وَاغفِر زَلَّتي ، فَإِنَّكَ قَضَيتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ ، وأمَرتَهُم بِدُعائِكَ ، وضَمِنتَ لَهُمُ الإِجابَةَ . فَإِلَيكَ يا رَبِّ نَصَبتُ وَجهي ، وإلَيكَ يا رَبِّ مَدَدتُ يَدي ، فَبِعِزَّتِكَ استَجِب لي دُعائي ، وبَلِّغني مُنايَ ، ولا تَقطَع مِن فَضلِكَ رَجائي ، وَاكفِني شَرَّ الجِنِّ وَالإِنسِ مِن أعدائي ، يا سَريعَ الرِّضَا اغفِر لِمَن لا يَملِكُ إلَا [20] الدُّعاءَ فَإِنَّكَ فَعّالٌ لِما تَشاءُ . يا مَنِ اسمُهُ دَواءٌ ، وذِكرُهُ شِفاءٌ ، وطاعَتُهُ غِنىً ، ارحَم مَن رَأسُ مالِهِ الرَّجاءُ ، وسِلاحُهُ البُكاءُ . يا سابِغَ النِّعَمِ يا دافِعَ النِّقَمِ ، يا نورَ المُستَوحِشينَ فِي الظُّلَمِ ، يا عالِما لا يُعلَّمُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَافعَل بي ما أنتَ أهلُهُ، وصَلَّى اللّه ُ عَلى مُحَمَّدٍ [21] وَالأَئِمَّةِ المَيامينَ مِن آلِهِ وسَلَّمَ تَسليما . [22]


[1] الدخان : 4 .

[2] وفي نسخة : «عَلَت» .

[3] أثبتنا ما بين المعقوفين من مصباح الزائر .

[4] وفي نسخة : «قهرك» .

[5] وفي نسخة : «أملي» .

[6] وفي نسخة : «بجنايتها» .

[7] وفي نسخة : «بعض» .

[8] وفي نسخة : «للعقوبات» .

[9] وفي نسخة : «لَهيبُها» .

[10] وفي نسخة : «يَتَغَلغَل» .

[11] وفي نسخة : «أم كيف تنزله فيها وهو يرجو فضلك في عتقه منها فتتركه» .

[12] السجدة : 18 .

[13] وفي نسخة : «أنزلته» .

[14] وفي نسخة : «فضّلته» .

[15] وفي نسخة : «نشرته» .

[16] وفي نسخة : «بسطته» .

[17] في نسخة : «بفقري» .

[18] وفي نسخة : «إرادتي» .

[19] وفي نسخة : «البارزين» .

[20] وفي نسخة : «غير» .

[21] في مصباح المتهجّد : «رسوله» بدل «محمّد» .

[22] الإقبال : ج 3 ص 331 ، مصباح المتهجّد : ص 844 ح 910 ، مصباح الزائر : ص 317 ، المصباح للكفعمي : ص 737 ، البلد الأمين : ص 188 .

نام کتاب : دانش نامه اميرالمؤمنين (ع) بر پايه قرآن، حديث و تاريخ نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 10  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست