نام کتاب : سماحة الإسلام وحقوق الأقليّات الدينيّة نویسنده : العذاري، السيد سعيد كاظم جلد : 1 صفحه : 81
واحتراماً للحريات
العامة وقد تقدّم ذكرها.
وكان غير المسلمين في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله يتمتعون بحرية التفكير وفي إبداء وجهات
نظرهم وآرائهم دون ضغط أو إكراه ، وكانت تلك الآراء تلقى على مسامع رسول الله صلىاللهعليهوآله .
عن عبدالله بن عباس : إنّ عبدالله بن
صوريا وكعب بن الأشرف ومالك ابن الصيف وجماعة من اليهود ونصارى أهل نجران خاصموا
أهل الإسلام كل فرقة تزعم انها أحقّ بدين الله من غيرها ، فقالت اليهود : نبينا
موسى أفضل الأنبياء ، وقالت النصارى : نبينا عيسى أفضل الأنبياء وكتابنا الإنجيل
أفضل الكتب ، وكل فريق منهما قالوا للمؤمنين : كونوا على ديننا ، فانزل الله تعالى
: (وَقَالُوا كُونُوا
هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا
كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[١].
وقيل : ان ابن صوريا قال لرسول الله صلىاللهعليهوآله : ما الهدى إلاّ ما نحن عليه فاتبعنا
يا محمّد تهتد ، وقالت النصارى مثل ذلك ، فأنزل الله هذه الآية [٢].
ولم تقتصر الحرية في الرأي على أهل
الكتاب ، بل شملت حتى المشركين من غيرهم ، فحينما قدم وفد بني تميم على رسول الله صلىاللهعليهوآله نادوه من وراء الحجرات : « اخرج إلينا
يا محمّد » ، فخرج إليهم ، فقالوا : جئناك لنفاخرك فاذن لشاعرنا وخطيبنا ، فقال :
« قد أذنت
» ، فقام عطارد بن حاجب وقال : الحمد لله الذي جعلنا ملوكاً والذي له الفضل علينا
، والذي وهب علينا أموالاً عظاماً نفعل بها المعروف ، وجعلنا أعزّ أهل المشرق وأكثر
عدداً وعدّة ، فمن مثلنا في