وفي موقف آخر غضبت احدى زوجاته على
اليهود الذين قالوا له : السام عليك ، بدلاً من السلام عليك فأجابها : « ... ان الفحش لو كان
ممثلاً لكان مثال سوء ، ان الرفق لم يوضع على شيء قط إلاّ زانه ، ولم يرفع عنه قط
إلاّ شأنه » [٢].
وكان أهل بيته من بعده صلىاللهعليهوآله قد جسّدوا سنّته الشريفة في التعامل مع
غير المسلمين ، وكانوا يستمعون إلى شكاواهم واقتراحاتهم ، ويوصون بحسن السيرة معهم
، ففي عهد الإمام عليّ عليهالسلام
لواليه على مصر اوصى بالرحمة مع الناس مسلمين وغير مسلمين : « واشعر قلبك الرحمة
للرعية والمحبة لهم واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ،
فانّهم صنفان : امّا اخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق
» [٣].
وحينما وجد أهل الكتاب وغيرهم ان
كرامتهم مصونة ، اندمجوا مع ابناء المجتمع الاسلامي وامتزجوا معهم ، وهنالك شواهد
عديدة على هذا الاندماج وعلى سلامة العلاقات القائمة على الود والوئام والتآلف ،
ففي مجلس ضم المسلمين والنصارى عطس رجل نصراني ، فقال له المسلمون : هداك الله ،
فقال الإمام جعفر الصادق عليهالسلام
: قولوا : « يرحمك الله
» ، فقالوا له : انه نصراني ! فقال : لا يهديه الله حتى يرحمه. [٤]