لا يخفى ان قوة العقيدة ، وعزة النفس ،
يسجلان للانسان اسمى الفضائل ، ويجعلان منه مثلاً ساميا وقدوة صالحة ، فلا تزيده
مر الليالي والأيام الا رفعة واعظاماً.
لقد سجل التاريخ على صفحاته موقف درامية
الحجونية ، فسجل الصراع بين الحق والباطل وبين قوة السلاح وقوة العقيدة.
حج معاوية بن ابي سفيان ، فسأل عن امرأة
من بني كنانة ، كانت تنزل بالحجون ، يقال لها درامية الحجونية ، وكانت سوداء كثيرة
اللحم فأخبر بسلامتها ، فبعث اليها فجيء بها.
فقال : ما حالك يا بنة حام ؟ فقالت :
لست لحام ان عبتني ، انا امرأة من كنانة. قال صدقت ، اتدرين لم بعثت اليك.
قالت لا يعلم الغيب الا الله. قال :
بعثت اليك لأسألك علام احببت علياً وابغضتني وواليته وعاديتني ؟
قالت : او تعفيني يا امير. قال : لا
اعفيك. قالت : اما اذا أبيت فاني احببت علياً على عدله في الرعية ، وقسمه بالسوية
وابغضتك على قتالك من هو أولى منك بالأمر ، وطلبتك ما ليس لك بحق ، وواليت علياً
على ما عقد له