من ربات الفصاحة والبلاغة والبيان وقوة
الحجة وحرية الرأي ، دخلت على معاوية فسلمت فقال لها :
يا عكرشة الآن صرت امير المؤمنين ؟ ... قالت
: نعم اذ لا علي حي ... قال الست صاحبة الكور المسدول والوسيط المشدود ، والمتقلدة
بحمائل السيف ، وانت واقفة بين الصفين يوم ( صفين ) تقولين :
يا ايها الناس عليكم بأنفاسكم لا يضركم
من ضل اذ اهتديتم ، ان الجنة دار لا يرحل عنها من قطنها ، ولا يحزن من سكنها
فابتاعوها بدار لا يدوم نعيمها ولا تنصرم همومها. كونوا قوماً متبصرين. ان معاوية
دلف اليكم بعجم العرب غلف القلوب لا يفقهون الايمان ، ولا يدرون ما الحكمة ، دعاهم
بالدنيا فاجابوه واستدعاهم الى الباطل فلبوه.
فالله الله عباد الله في دين الله ،
وإياكم والتواكل فان في ذلك نقض عروة الاسلام ، واطفاء نور الإيمان ، وذهاب السنة
... واظهار الباطل ، هذه بدر الصغرى والعقبة الأخرى.
قاتلوا يا معشر الانصار والمهاجرين على
بصيرة من دينكم واصبروا على عزيمتكم ، فكأني بكم غداً وقد لقيتم أهل الشام كالحمر
الناهقة والبغال الشحاجة تضفع ضغع البقر ، وتروث روث العتاق ... الخ.