responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المرأة في ظلّ الإسلام نویسنده : مريم نور الدّين فضل الله    جلد : 1  صفحه : 330

قالت : صدق فوك ، لم يكن اخي ذميم المقام ، ولا خفي المكان كان والله كقول الخنساء :

وان صخراً لتأتم الهداة به

كأنه علم في رأسه نار

قال : صدقت لقد كان كذلك. فقالت : مات الرأس ، وبتر الذنب وبالله اسألك يا أمير المؤمنين إعفائي مما استعفيت منه. قال : قد فعلت فما حاجتك ؟

قال : إنك أصبحت للناس سيداً ، ولأمرهم متقلداً ، والله سائلك من أمرنا ، وما افترض عليك من حقنا ، ولا يزال يقدم علينا من ينوه بعزك ، ويبطش بسلطانك ، فيحصدنا حصد السنبل ويدوسنا دوس البقر ، ويسومنا الخسيسة ، ويسلبنا الجليلة ، هذا بسر بن ارطاة ، قدم علينا من قبلك فقتل رجالي وأخذ مالي ، ولولا الطاعة لكان فينا عز ومنعة ، فإما عزلته عنا فشكرناك ، وإما لا فعرفناك.

فقال معاوية : أتهدديني بقومك ؟ لقد هممت أن احملك على قتب أشرس ، فأردك إليه ، ينفذ فيك حكمه. فأطرقت تبكي ثم أنشأت تقول :

صلى الإله على جسم تضمنه

قبر فأصبح فيه العدل مدفونا

قد حالف الحق لا يبغي به بدلاً

فصار بالحق والإيمان مقرونا

قال لها : ومن ذلك ؟ قالت : علي بن ابي طالب عليه‌السلام. قال : وما صنع حتى صار عندك كذلك ؟ قالت : قدمت عليه في رجل ولاه صدقاتنا ، فكان بيني وبينه وما بين الغث والسمين ؛ فأتيت علياً عليه‌السلام ، لأشكوا إليه ما صنع ، فوجدته قائماً يصلي. فلما نظر إلي انفتل من صلاته ، ثم قال برقة وتعطف : ألك حاجة ؟ فأخبرته الخبر. فبكى ثم قال : اللهم إنك أنت الشاهد

نام کتاب : المرأة في ظلّ الإسلام نویسنده : مريم نور الدّين فضل الله    جلد : 1  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست