يذكر المؤرخون وجميع أهل السير أن
السيدة زينب وقفت في مجلس يزيد والإباء والأنفة يملآن نفسها ، ثم توجهت (ع) إليه
تسمعه من التقريع والتوبيخ بل تعدت للتهديد والتنديد غير هيابة ولا وجلة ، مستصغرة
قدره وسلطانه ، ومستعظمه ومستنكره لفعلته النكراء وجريمته الشنعاء.
« صدق الله ورسوله يا يزيد ـ (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا
السُّوأَىٰ[٢]أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَكَانُوا بِهَا
يَسْتَهْزِئُونَ » [٣].
أظننت يا يزيد أنه حين أخذ علينا بأطراف
الأرض ، وأكناف السماء ، فأصبحنا نساق كما يساق الأسارى ، ان بنا على الله هواناً
، وبك عليه كرامة.
وان هذا العظيم خطرك ! افشمخت بأنفك ،
ونظرت في عطفك جذلاناً فرحاً حين رأيت الدنية مستوسقة لك ، والامور متسقة عليك ،
وقد امهلت ونفست ، وهو قول الله تبارك وتعالى :