فاعادها مرتين او ثلاثة ، فلما سمعته لم
تملك نفسها ان وثبت تجر ثوبها حتى انتهت اليه ونادت : واثكلاه ، ليت الموت اعدمني
الحياة. اليوم ماتت فاطمة أمي ، وعلي ابي وحسن اخي ، يا خليفة الماضي ، وثمال
الباقي.
فذهب اليها وقال : يا اخية : لا يذهبن
حلمك الشيطان. قالت : بابي انت وامي ... استقتلت ؟ نفسي لنفسك الغداء فردد غصته ،
وترقرقت عيناه ثم قال : ( لو ترك القطا ليلاً لغفا ونام ).
عندها لطمت وجهها وشقت جيبها ، وخرت
مغشياً عليها. فقام اليها الحسين ، فصب الماء على وجهها ، وقال : اتقي الله يا
اختاه ، وتعزي بعزاء الله ، واعلمي ان أهل الارض يموتون ، واهل السماء لا يبقون ،
وان كل شيء هالك إلا وجه الله.
ابي خير مني ... وامي خير مني ... واخي
خير مني ، ولي ولهم ولكل مسلم برسول الله اسوة.
فعزاها بهذا العزاء ونحوه ، ثم قال لها.
يا اخية اني اقسم عليك ( فابري قسمي )
لا تشقي عليّ جيباً ، ولا تخمشي عليّ وجها ، ولا تدعي عليَّ بالويل والثبور ان انا
هلكت.
ثم خرج الى اصحابه ، فلما امسوا قضوا
الليل كله يصلّون ويستغفرون ،