فهاجت المدينة لمأتمها ، فلم يبق دار من
دور الأنصار إلا وأهلها يبكون [١].
ام ورقة بنت عبد الله بن الحارث الانصارية :
كانت من فواضل نساء عصرها ، وكان رسول
الله (ص) يزورها ويسميها الشهيدة. ولما غزا رسول الله بدراً قالت له : إِيذن لي أن
اخرج معكم ، أداوي جراحكم ، وأمرض مرضاكم ، لعل الله يهدي إلي الشهادة.
فقال لها رسول الله (ص) : إن الله يهديك
الشهادة ، وقري في بيتك فإنك شهيدة ...
وكانت جمعت القرآن فأمرها النبي (ص) أن
تؤم أهل دارها ، وكان لها مؤذن ... وكانت تؤم أهل دارها ، حتى قتلت ... فقالوا :
صدق رسول الله ... إنها شهيدة [٢].
سبيعة بنت الحرث الاسلمية :
قال ابن عباس : [٣] صالح رسول الله (ص) بالحديبية مشركي
مكة ، على من اتاه من اهل مكة ، رده عليهم ، ومن اتى اهل مكة من اصحاب رسول الله
(ص) فهو لهم ، ولم يردوه عليه. وكتبوا بذلك كتاباً ، وختموا عليه.
فجاءت سبيعة بنت الحرث الأسلمية ، مسلمة
بعد الفراغ من الكتاب ،
[١] الاصابة لابن
حجر ـ وأعلام النساء لعمر رضا كحالة وغيرهما.
[٢] طبقات ابن سعد
الكبرى ـ تهذيب التهذيب لابن حجر.