responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المرأة في ظلّ الإسلام نویسنده : مريم نور الدّين فضل الله    جلد : 1  صفحه : 206

وافتقدت الزهراء زوجها علياً عليه‌السلام ، وأين هو من هذا الخضم ؟ الذي تتعالى أمواجه ، وتتقاذف الناس من المسلمين حسب الأهواء ... والأغراض ...

وإذا به عليه‌السلام قد انصرف مع جماعة ، من خيار الصحابة عن كل شيء ، ولم يعد من هم لهم إلا تجهيز النبي لمثواه الأخير.

حدث كل هذا « وفاطمة » يغشى عليها ساعة بعد ساعة ، لكنها أخيراً جمعت كيانها المشتت ... وتحاملت على نفسها ، وذهبت تسعى الى قبر الحبيب أبيها الرسول (ص).

ويا له من منظر يفتت الأكباد ، ويتصدع له الصخر الأصم.

ألقت بنفسها على القبر ، ووقعت مغشياً عليها ، ولما أفاقت من غشيتها صاحت من قلب كئيب :

يا أبتاه ... أجاب ربا دعاه ... يا أبتاه في جنة الفردوس مأواه.

وفي طبقات ابن سعد : أن فاطمة قالت : يا أبتاه ، إن جبريل ينعاه ، يا أبتاه ، مِن ربه ما أدناه ، يا أبتاه من جنان الفردوس مأواه ، يا أبتاه ، أجاب رباً دعاه.

وخنقتها العبرات ، فبكت عليها‌السلام ، حتى تقرحت أجفانها ، وبكى الناس لبكائها ، ثم استرجعت وقالت :

اغبرَّ آفاق السماء وكورت

شمس النهار وأظلم العصران

فالأرض من بعد النبي كئيبة

أسفاً عليه كثيرة الرجفان

فليبكه شرق البلاد وغربها

ولتبكه مضر وكل يماني

وليبكه الطود المعظم جوده

والبيت ذو الأستار والأركان

يا خاتم الرسل المبارك ضوءه

صلى عليك منزل القرآن

نام کتاب : المرأة في ظلّ الإسلام نویسنده : مريم نور الدّين فضل الله    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست