وضعه لهم النبي صلى
الله عليه وسلم وأن يكون لهم قائد يدير أمورهم ، وإن كانوا قليلين ، وإنَّ ترك
المسلمين القيادة وانصراف كل حسب رأيه ، وميله ، وهواه ، لجعلهم كالغنم الشاردة
فصاروا طعمة للمستعمرين ».
ولو أنهم اتبعوا دينهم العظيم ، وجعلوا
لهم من وسطهم غيوراً على مصالحهم يكافح عنهم ، حسب التعاليم الإسلامية ( لا تأخذه
في الله لومة لائم ) فيناضل الأعداء ، لتلافي النقصان ، وإصلاح الخلل ...
عندها تنهض الأمة الى السعادة والشرف.
الهجرة الثانية :
وبعد نقض الصحيفة ، وتضييق المشركين على
المسلمين ... في حديث يطول شرحه لا مجال لذكره ... خرج المسلمون فراراً بدينهم الى
أرض الحبشة ، فكانت الهجرة الثانية.
كان أمير القوم هذه المرة جعفر بن أبي
طالب رضوان الله عليه ومعه امرأته أسماء بنت عميس.
تتابع المسلمون الى أرض الحبشة منهم من
هاجر بأهله ، ومنهم من هاجر بنفسه كما ذكرنا في الهجرة الاولى.
فكان جميع من هاجر من المسلمين ، سوى
أبنائهم الذين خرجوا بهم صغاراً ـ أو ولدوا في ارض الحبشة ـ كانوا ثمانين رجلاً
وسبع عشرة امرأة أو ما يزيد والله أعلم