استقرت الحياة هادئة ناعمة ، فقد لاقى
محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم في بيت الزوجية
العطف والحنان ، الذي افتقده منذ طفولته ، وهذه خديجة الزوجة الوفية ، قد أضفت على
البيت الراحة والاستقرار والأمان ، وولدت البنات والصبيان.
نعمت أسرة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، سنوات بحياة هادئة ، وادعة ، بالألفة
والمودة ، يرشف الزوجان على مهل ، رحيق ودٍ عميق ، وحلاوة سعادة صافية.
لقد كان في الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ميل إلى التفكير والاستغراق ، ونزوع
إلى الخلاء والتأمل منذ صباه ، فكان يذهب إلى غار حراء ، [١] يقضي فيه الساعات ، بل يتعداها إلى
الليالي يمارس هناك ، بعيداً عن الناس ما طاب له من التعبد والتهجد وما يسمونه
الآن في العصر الحاضر : ( الرياضة الروحية ).
وهنا تتجلى شخصية السيدة خديجة ، وما
كان لها من تأثير بالغ على حياة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم
، فنراها في وقارها ، وجلال سنها ونضوجها ، لا تتأفف أو تضيق بهذه الخلوات ، التي
كانت تبعد عنها زوجها الحبيب ، وعن
[١] غار حراء ، هو كهف
في جبل حراء بجوار مكة المكرمة ـ كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
يتعبد فيه.