لنلقي نظرة سريعة على حياة السيدة خديجة
رضي الله عنها ، بعد زواجها من الرسول الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم
نرى ما لاقته من ظلم قريش وقطعيتها ، لأنها وقفت من محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم تلك الوقفة الجبارة التي سجلها التاريخ
على صفحاته.
لقد كانت رضوان الله عليها أكبر مساعد
للرسول (ص) وأعظم عون على نشر دعوته ، حتى قال عليه وآله الصلاة والسلام : « قام
الدين بسيف علي ومال خديجة » لأنها صرفت مالها الكثير في سبيل نصرة الإسلام.
لقد كانت خديجة رضي الله عنها ، في العز
والجاه والثروة ، وهي سيدة قريش ـ كما أسلفنا ـ ولكن بعد زواجها من محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، انفضوا من حولها ، ورجعوا باللائمة
عليها وأخيراً تنكر لها الجميع كأنها أتت شيئاً نكراً.
ولما بُعث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله
وصدقه فيما جاء به عن ربه ، وآزره على أمره ، فكان عليه وآله الصلاة والسلام ، لا
يسمع من المشركين شيئاً يكرهه ـ من ردٍ عليه أو تكذيب له أو استهزاء به ـ إلا فرج
الله عنه بخديجة ، التي كانت تثبته على دعوته ، وتخفف عنه وتهون عليه ما يلقى من
قومه من المعارضة والأذى [١].