responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وصية النبي صلّى الله عليه وآله نویسنده : الكعبي، علي موسى    جلد : 1  صفحه : 37

مكانه حتىٰ يرجع إلى الأرض ؟ قال : بلىٰ ، قال : أرأيت لو بعثت إلىٰ راعي غنمك ، ألم تكن تحبّ أن يستخلف رجلاً حتىٰ يرجع ؟ قال : بلى [١].

وليت شعري كيف صارت عائشة وعبد الله بن عمر أعلم بمآل الأمور ونتائج عدم الاستخلاف من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ وهل هما أحرص على مصلحة الاُمّة وضمان مستقبلها من نبي الرحمة ؟! كلا وحاشا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من هذه الأوهام ، فإنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قد نصّ على خليفته من بعده وبلّغ اُمّته بأنه علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وفي ذات الوقت عهد إليه أن الأمّة ستغدر به بعده [٢] ، وقال له : « أما إنك ستلقى بعدي جهداً » فقال علي عليه‌السلام : « في سلامة من ديني ؟ » قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « في سلامة من دينك » [٣] وأخذ بيده وقد بكىٰ فقال علي عليه‌السلام : « ما يبكيك يا رسول الله ؟ » قال عليه‌السلام : « ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها إلاّ من بعدي » [٤].

ولقد تحقق ما أخبر به النبي الصادق الأمين صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ودُفِع الوصيّ عن حقّه ، وقد صرح عليه‌السلام بذلك مراراً ، سيما في خطبته الشقشقية [٥] المعروفة ، وفي غيرها أيضاً حيث قال : « فو الله ما زلت مدفوعاً عن حقّي ، مستأثراً عليَّ ، منذ قبض الله نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله حتىٰ يوم الناس هذا » [٦].

وقال عليه‌السلام : « أما الاستبداد علينا بهذا المقام ونحن الأعلون نسباً ،


[١] طبقات ابن سعد ٣ : ٣٤٣.

[٢] مستدرك الحاكم ٣ : ١٤٠ ـ حيدر آباد ـ الهند.

[٣] مستدرك الحاكم ٣ : ١٤٠.

[٤] مستدرك الحاكم ٣ : ١٣٩ ، مسند أبي يعلى ١ : ٤٢٦ / ٣٠٥ ـ دار المأمون ـ ط ٢ ، مجمع الزوائد / الهيثمي ٩ : ١١٨ ـ ١٢١ ـ مؤسسة المعارف ـ بيروت ـ ١٤٠٦ ه‌.

[٥] الخطبة الثانية من نهج البلاغة.

[٦] نهج البلاغة / تحقيق صبحي الصالح : ٥٣ / خ ٦.

نام کتاب : وصية النبي صلّى الله عليه وآله نویسنده : الكعبي، علي موسى    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست