نام کتاب : وصية النبي صلّى الله عليه وآله نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 36
وحافظ وقيّم ووليّ من
بعده صلىاللهعليهوآله ؟ مع أنّ رأفة
الله سبحانه بعباده ، ورأفة النبي باُمّته لا تقاسان برأفة الفرد إلى أهله وأطفاله
[١].
وأيضاً : فإن العقل يحكم بضرورة الوصيّة
من النبي بالأولوية القطعية ، وذلك لأنه ( إذا كانت الوصية ثابتة في حطام زائل ، فما
بالها تُنفىٰ في خلافة راشدة وشريعة خالدة متكفّلة بصلاح النفوس والنواميس والأموال
والأحكام والأخلاق والصالح العام والسلام والوئام ، ومن المسلم قصور الفهم البشري العادي
عن غايات تلكم الشؤون ، فلا منتدح والحالة هذه أن يعين الرسول الأمين عن ربّه خليفته
من بعده ليقتصّ أثره في اُمّته ) [٢].
وأيضاً : فمن المستحيل أن يكون النبي نفسه
سبباً لضلال الأمّة ووقوع الفتنة بينها ، ولا شكّ ان السكوت عن الوصية يسبّب ذلك ؛
لأنّ ترك الناس باهمال الوصية في مستقبل قيادتهم هو دليل على التفريط ومثار للفتنة
والتنازع ، وهذا حكم عقلي مسلّم ورد علىٰ لسان بعض الصحابة ، ولا يمكن نسبة التفريط
لكل رجل محترم فكيف ينسب إذن إلى أشرف الأنبياء والمرسلين صلىاللهعليهوآله ؟!
روي أن عائشة قالت لبعد الله بن عمر حينما
أخبرها بأن أباه في المحتضر : يا بني أبلغ عمر سلامي ، وقل له : لا تدع اُمة محمّد
بلا راعٍ ، استخلف عليهم ولا تدعهم بعدك هملاً ، فاني أخشىٰ عليهم الفتنة [٣].
وقال عبد الله بن عمر لأبيه : لو استخلفت
؟ قال : من ؟ قال : تجتهد فانك لست لهم بربّ ، أرأيت لو أنك بعثت إلى قيم أرضك ، ألم
تكن تحبّ أن يستخلف
[١] حق اليقين / عبد
الله شبّر ١ : ٣٨ ـ مطبعة العرفان ـ صيدا ـ ١٣٥٢ ه.
[٢] الغدير / الأميني
٧ : ١٧٢ ـ دار الكتب الإسلامية ـ طهران.
[٣] الإمامة والسياسة
/ ابن قتيبة ١ : ٢٣ ـ مكتبة مصطفى بابي الحلبي ـ مصر ـ ١٣٨٨ ه.
نام کتاب : وصية النبي صلّى الله عليه وآله نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 36