نام کتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء نویسنده : آل عصفور، الشيخ سلمان جلد : 1 صفحه : 241
قال : « يا مسيّب ، شاهد عندي غير غائب ، وحاضر غير
بعيد ».
قلت : يا سيّدي ، فإليه قصدت ؟
فقال عليهالسلام
: « قصدت
والله كلّ منتجب لله عزّ وجلّ على وجه الأرض شرقها وغربها حتّى محبّي من الجنّ في
البراري والبحار ومخلصي الملائكة في مقاماتهم وصفوتهم ».
فبكيت ، فقال عليهالسلام : « لا تبك يا مسيّب ، إنّنا نور لا يطفى ، إن
غبت عنك فهذا عليّ ابني بعدي هو أنا ».
فقلت : الحمد لله.
ثمّ إنّ سيّدي عليهالسلام في ليلة يوم الثالث دعاني وقال : « يا مسيّب إنّ سيّدك
يصبح في ليلة يومه على ما عرّفتك من الرحيل إلى الله عزّ وجلّ مولاه الحقّ تقدّست
أسماؤه ، فإذا دعوت بشربة ماء فشربتها ورأيتني قد انتفخ بطني واصفرّ لوني واحمرّ
واخضرّ وتلوّن ألواناً فخبّر الطاغية بوفاتي ، وإيّاك أن تظهر على الحديث أحداً
إلاّ بعد وفاتي ».
قال المسيّب : فلم أزل أترقّب وعده حتّى
دعا بشربة ماء فشربها ، ثمّ دعاني وقال : « إنّ هذا الرجس السندي بن شاهك يقول إنّه
يتولّى أمري ويدفنني ، لا يكون ذلك أبداً ، فإذا حملت إلى المقبرة المعروفة بمقابر
قريش فألحدني بها ولا تعلو على قبري علوّاً ، وتجنّبوا زيارتي ، ولا تأخذوا من
تربتي لتبرّكوا بها ، فإن كل تربة لنا محرمة ما خلا تربة جدي الحسين عليهالسلام
، فإنّ الله عزّ وجلّ جعلها شفاءاً لشيعتنا وموالينا »[١].
وتوفّي صلوات الله عليه لخمس بقين من
رجب. وقيل : لخمس خلون من رجب ، سنة ثلاث وثمانين ومئة من الهجرة [٢].
[١] ورواه الصدوق في
عيون أخبار الرضا عليهالسلام
: ١ : ٩٤ ح ٦ من الباب ٨ وفي ط المحقق : ص ٢٥٢ ح ١٠٢ مع مغايرات.
[٢] رواه الطبرسيّ
في إعلام الورى : ص ٢٨٦ في تاريخ مولده ومبلغ سنّه ووقت وفاته عليهالسلام ،
نام کتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء نویسنده : آل عصفور، الشيخ سلمان جلد : 1 صفحه : 241