نام کتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء نویسنده : آل عصفور، الشيخ سلمان جلد : 1 صفحه : 240
قال المسيّب : فقلت : متى يا مولاي ؟
فقال عليهالسلام
: « يا مسيّب
، إذا مضى من هذه الليلة المقبلة ثلثاها فقف وانظر ».
قال المسيّب : فحرّمت على نفسي الاضطجاع
تلك الليلة ، ولم أزل راكعاً وساجداً ومنتظراً ما وعدني ، فلمّا مضى من الليلة
ثلثاها نعست وأنا جالس ، وإذا أنا بمولاي يحرّكني برجله ، ففزعت وقمت قائماً ، فإذا
أنا بتلك الجدران المشيّدة والأبنية وما حولها من القصور والحجر قد صارت كلّها
أرضاً والدنيا من حواليها فضاء ، وظننت مولاي أنّه قد أخرجني من الحبس الّذي كان
فيه ، فقلت : مولاي ، أين أنا من الأرض ؟
قال عليهالسلام
: « في محبسي
يا مسيّب ».
فقلت : يا مولاي ، فخذ لي من ظالمي
وظالمك.
فقال عليهالسلام
: « أتخاف من
القتل ».
فقلت : يا مولاي ، معك لا.
فقال عليهالسلام
: « يا مسيّب
، فاهدأ على جملتك فإني راجع إليك بعد ساعة واحدة ، فإذا ولّيت ذلك فسيعود محبسي
إلى بنيانه ».
فقلت : يا مولاي ، فالحديد لا تقطعه ؟!
فقال عليهالسلام
: « يا مسيب
، ويحك ألان الله الحديد لعبده داود عليهالسلام ، فكيف يتصعّب علينا الحديد
» ؟!
قال المسيّب : ثمّ خطا بين يديّ خطوة ، فلم
أدر كيف غاب عن بصري ، ثمّ ارتفع البنيان وعادت القصور إلى ما كان عليه ، واشتدّ
اهتمامي بنفسي ، وعلمت أنّ وعده الحقّ ، فلم يمض إلاّ ساعة كما حدّ لي حتّى رأيت
الجدران قد خرّت إلى الأرض سجوداً وإذا أنا بسيّدي عليهالسلام
قد عاد إلى محبسه في الحبس وعاد الحديد إلى رجله ، فخررت ساجداً لوجهي بين يديه ، فقال
: « ارفع
رأسك يا مسيّب ، واعلم أنّ سيّدك راحل إلى الله جلّ اسمه ثالث هذا اليوم الماضي ».
قلت له : يا مولاي : وأين سيّدي عليّ
الرضا عليهالسلام ؟
نام کتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء نویسنده : آل عصفور، الشيخ سلمان جلد : 1 صفحه : 240